آخر المواضيع

    الاثنين، 7 أبريل 2025

    رحلة من عفرين إلى حلب معاناة يوم في سبيل التسجيل للامتحان

    رحلة من عفرين إلى حلب معاناة يوم في سبيل التسجيل للامتحان

    رحلة من عفرين إلى حلب معاناة يوم في سبيل التسجيل للامتحان

    رحلة من عفرين إلى حلب 


    في صباح الأحد السادس من شهر نيسان انطلقت من مدينة عفرين متوجهاً إلى مدينة حلب بهدف التسجيل للامتحانات الرسمية (البكالوريا والتاسع) وذلك بناءً على قرار الجهات المسؤولة الذي يقضي بتوحيد التسجيل لحلب وريفها في مركز واحد بمدينة حلب. رحلة كان من المفترض أن تكون قصيرة وعادية تحوّلت إلى تجربة مرهقة ومحبطة امتدت لساعات


    عند وصولنا إلى مركز التسجيل فوجئنا بالحشود الهائلة التي اصطفت منذ ساعات الفجر منهم من اتى من جرابلس و اعزاز و باقي مناطق المجالس المحلية أشبه بأمواج بشرية لا تنتهي انتظرنا ست ساعات كاملة في طابور لا يُنظم، حيث لم يكن هناك أي إشراف فعلي أو إدارة فعالة للعملية لانظام رقمي لا ترتيب بالأرقام ولا حتى مراعاة للنساء أو كبار السن. 


    بعض الأهالي اضطروا للعودة دون تسجيل، حيث لم يُسجّل سوى أقل من 10% من الحضور، بسبب تعطل الشبكة، وانقطاع الكهرباء، ونفاد شحن الأجهزة,طبعا الاجهزة عبارة عن "تابات" قديمة لا تصلح لهذه العملية معروفة بمشاكلها و بطئها و القائمون على التسجيل موظفين كبار في السن جداً و بطيئين جداً


    ويُقال إن الدائرة تسير إمّا بـ"الرشوة" أو "الحمصنة" – أي التساهل واللامبالاة – حيث كان حارس الباب الرئيسي يرسل طلاباً باسمه إلى حارس قبو التسجيل، بينما ينتظر في الخارج أكثر من 200 طالب، وفي الداخل أكثر من 100 آخرين، وسط اختناق وفوضى شديدة 


    الطوابير كانت جامدة في الداخل والخارج على حد سواء، حيث لم يكن يُسمح بالدخول إلا لبضعة طلاب كل ساعة. ورغم أنني لم أشهد رشوة بشكل مباشر، فإن ما حصل هو فساد إداري وعملي بكل معنى الكلمة، وفشل تنظيمي مشين بحق السوريين وبحق الحكومة السورية نفسها. بل إن بعض طوابير الخبز أو الغاز أو المازوت في أوقات الأزمات كانت أكثر تنظيماً وسلاسة من هذا الدور الذي شهدناه في دائرة الامتحانات بمدرسة المأمون في حلب.


    هذه الفوضى لم تكن مفاجئة بقدر ما كانت محبطة. فالمركز غير مهيأ لاستقبال هذا الكمّ من الناس دفعة واحدة، وكان الأجدى توزيع مراكز التسجيل على المجالس المحلية في المناطق، بحيث يُتاح لكل طالب التسجيل في بلدته، توفيراً للوقت، والجهد، وتخفيفاً عن مراكز المدينة. لا سيما وأن التكاليف مرتفعة جداً، فقد بلغت تكلفة التنقل ذهاباً وإياباً حوالي 500 ليرة تركية، ناهيك عن المشقة والتعب النفسي.


    في نهاية هذا اليوم الطويل، عدت إلى عفرين بعد ساعات من الانتظار والمعاناة، متسائلاً: هل هذا هو الطريق الوحيد أمام طلاب العلم؟ أليس من الأولى أن تُقدَّم حلول عملية تراعي أوضاع الناس وطاقات المؤسسات؟ أبسط الحلول، وأقربها للواقع، هو تفعيل التسجيل عبر المجالس المحلية، وتوفير الدعم الفني اللازم لها، لضمان سير العملية التعليمية بكرامة وتنظيم.


    السيد وزير التربية والتعليم المحترم  


    الموضوع: نداء عاجل لتسهيل تسجيل طلاب البكالوريا في مناطق الشمال السوري  


    السيد الوزير: نتوجه إليكم اليوم بصفتنا أهالي وطلاب مناطق الشمال السوري (جرابلس، الباب، أعزاز، جنديرس، عفرين، ومنبج) لنعبر عن الصعوبات الجسيمة التي تواجه أبنائنا في عملية تسجيل امتحانات الشهادة الثانوية.  


    ويضطر مئات الطلاب وأهاليهم إلى قطع مسافات طويلة وخطرة للوصول إلى مدينة حلب لتسجيل أسمائهم، مما يشكل عبئاً كبيراً على الأسر التي تعاني أصلاً من ظروف معيشية صعبة.  


    إن تكاليف السفر والإقامة التي يتكبدها الأهالي باهظة جداً، وتثقل كاهل العائلات التي بالكاد تستطيع توفير الأساسيات المعيشية. كما أن عملية السفر نفسها تنطوي على مخاطر ومشقات كبيرة في ظل الظروف الراهنة.  


    لذا نلتمس من سيادتكم الكريم :  


    - التكرم بفتح مراكز تسجيل في كل المدن الرئيسية بمناطق الشمال المحرر  

    - دراسة إمكانية إجراء التسجيل إلكترونياً لتخفيف العبء عن الطلاب  

    - اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان حق أبنائنا في التعليم دون معاناة  

    نثق بحكمتكم وحرصكم على مصلحة الطلاب، ونأمل أن يجد هذا النداء آذاناً صاغية لديكم.


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد