المرحلة القادمة في سوريا التحديات والتحركات الإقليمية والدولية
المرحلة القادمة في سوريا التحديات والتحركات الإقليمية والدولية
في الوقت الذي شهدت فيه سوريا انتصاراً على العديد من التحديات الداخلية والخارجية تبدو المرحلة المقبلة مليئة بالتعقيدات والتهديدات الجديدة الحديث عن هذه المرحلة لا يقتصر على الشأن المحلي فقط بل يتداخل مع تحركات إقليمية ودولية تهدف إلى التأثير على مستقبل البلاد
التحديات الداخلية: قيادة جديدة وتحديات الانقسامات
مع تطور الأحداث بعد مرحلة النصر تتزايد التوقعات بأن العديد من الشخصيات التي كانت في صراع مع القيادة السورية السابقة ستبدأ في إعادة تقييم موقفها هؤلاء الذين تراجعوا عن مواقفهم الثورية وقدموا ولاءهم لمشروعات أجنبية قد يتغيرون مرة أخرى مع أي تصريحات أو ضغوط أمريكية قد تُوجه ضد القيادة السورية الجديدة هذا التوقع مبني على التاريخ السابق لتغيير الولاءات في مراحل معينة من النزاع السوري حيث يتجه البعض نحو التسلّق على حساب المبادئ والأيديولوجيات من أجل تحقيق مكاسب شخصية
المرحلة الحالية تتطلب قيادة ذات بصيرة لا تتأثر بالتقلبات السياسية ولا بتغيرات المواقف من الأطراف الخارجية تحتاج سوريا إلى رجال ونساء ممن كانوا في قلب الحدث ممن قدموا التضحيات وشاركوا في مرحلة الصمود لا أولئك الذين تسلقوا المناصب بعد النجاح فالتحديات التي ستواجه القيادة الجديدة تتطلب منهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية والحكمة في اتخاذ القرارات الصعبة
التهديدات الإقليمية والدولية: دعم للانفصال والتدخلات الأجنبية
مع استقرار الوضع السوري من المتوقع أن يشهد شمال شرق البلاد وجنوبها دعمًا أكبر من بعض الأطراف الإقليمية لمشاريع انفصالية هذا الدعم قد يتسارع في حال لم تتخذ القيادة السورية الجديدة مواقف رادعة لوقف هذه المشاريع التوسعية فالمناطق التي تشهد حركات انفصالية قد تزداد تباعدًا عن الحكومة المركزية إذا لم تكن هناك خطوات حاسمة لاحتواء هذه التحركات.
إن تحركات بعض القوى الأجنبية وخاصة من الولايات المتحدة وحلفائها قد تدعم الجماعات التي تسعى للانفصال مما سيزيد من تعقيد المشهد السوري ومن هنا فإن اتخاذ موقف حاسم من القيادة السورية في مواجهة هذه التحديات سيكون أمرًا حاسمًا في الحفاظ على وحدة البلاد
إسرائيل والمخاوف العسكرية: سياسة نزع السلاح والتصعيد في الجنوب
تعتبر إسرائيل من اللاعبين الرئيسيين في الشؤون السورية وتستمر في تنفيذ استراتيجياتها العسكرية في الجنوب السوري تصريحاتها حول مواجهة أي محاولة لتعزيز القدرات العسكرية السورية في تلك المناطق توضح نواياها في استمرار التأثير على تطور الأوضاع العسكرية في سوريا فإسرائيل تعتمد على سياسة نزع السلاح بشكل فعال في المناطق الجنوبية وتهدد بضرب أي تحركات تعزز من قدرة الجيش السوري
الجيش السوري الجديد الذي يبذل جهده لاستعادة قوته وتعزيز قدراته يواجه هذا التصعيد الإسرائيلي الذي قد يؤثر بشكل مباشر على خطط إعادة البناء العسكري في حال لم يتمكن الجيش السوري من تحصين مناطقه الجنوبية من الهجمات الإسرائيلية فقد يشهد تحديات إضافية في ترسيخ سيطرته على المناطق الحدودية
المواقف السياسية الأمريكية والتوقعات المستقبلية
من جهة أخرى يُتوقع أن تشهد سوريا تصريحات أمريكية أقوى ضد القيادة السورية الجديدة في الفترة القادمة مع التصريحات الأمريكية المرتقبة من الممكن أن تشهد البلاد تغيرات في المواقف السياسية لبعض الشخصيات التي كانت قد أعلنت ولاءها للقيادة السورية في مرحلة ما هذه التحولات في المواقف تعكس هشاشة الولاءات في ظل الضغوط الخارجية وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا للقيادة السورية في الحفاظ على استقرارها السياسي
خلاصة: الحاجة إلى قيادة قوية ونظيفة
في خضم هذه التحديات السياسية والعسكرية يظل الأمل معقودًا على القيادة السورية الجديدة التي تحتاج إلى اتخاذ خطوات حاسمة لضمان استقرار البلاد وحماية سيادتها من خلال كسب دعم الشعب السوري وإيجاد حل للأزمات الداخلية والخارجية ستكون سوريا قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والانتقال إلى مرحلة من الاستقرار والتعافي
ولكن الطريق لن يكون سهلاً إذ إن سوريا بحاجة إلى قيادة حازمة نظيفة وملتزمة بمبادئ الوحدة والعدالة تتخذ من قراراتها الحاسمة قاعدة لانتشال البلاد من هذا الركام الكبير إلى بر الأمان
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد