شهادة وصلتني من جبلة أنشرها كما هي عن حادثة الغدر
✍️خليل المقداد شهادة وصلتني من جبلة أنشرها كما هي عن حادثة الغدر
نحن من الطائفة السنية الموجودة في جبلةوالتي تعتبر الأقلية بالنسبة لعدد العلويين في جبلة وريفها وموقعنا في منتصفهم
في السادس من آذار / مارس، في قرية الدالية وبيت عانا وهي مسقط رأس سهيل الحسن، عندما ذهبت أرتال الأمن العام إلى القريتين بحجة تسليم أسلحة تعرضو لكمين غادر ووقعوا قتلى وجرحى، وعند طلب مؤازرة تعرض الرتل الثاني وسيارة الإسعاف لكمين آخر
وبهذه الطريقة كانو قد سحبوا مجموعة كبيرة من الأمن العام الموجود في جبلة، وعندما ذهبت سيارة أمن لجلب امرأتين وهم زوجات مجاهدين كانتا وحدهما في جهتهم أيضاً تعرضو لكمين في الكورنيش الشمالي وهكذا نفذت جبلة من أغلب عناصر الأمن الموجودة
سيطروا على المشفى الوطني الوحيد في جبلة، ومشفى النور الخاص، وعندما ضربت الكلية البحرية أول ضربة في الساعة الثالثة والنصف ظهراً، تم صرف تلاميذ المدارس في الدوام المسائي قبل نهاية الدوام بساعة
وذهب المعلمون إلى بيوتهم، علماً أنه يوجد في كل مدارسنا معلمين من الطائفتين ولكن أغلب المدراء ورؤساء المجمعات من الطائفة العلوية كونهم تابعين لحزب الشيطان، ونحن لانعلم سبب الانصراف لأن الكلية البحرية دائماً تطلق النار بحكم التدريبات العسكرية
بعد فترة حصارنا أدركنا لماذا انصرفوا إلى بيوتهم بهذه السرعة، لكي لا يبقوا بالمناطق المحاصرة وهذا دليل على أن اغلبهم يعلم بخطة الانقلاب
لدينا أقرباء يسكنون في مناطقهم وكنا على اتصال دائم بهم لنكتشف أن أصدقائنا اللذين عشنا معا طوال عمرنا، هم من يحمل السلاح بوجهنا ويحاصرونا، ويضعون أكياس الرمل والحاويات والحديد ليقسموا مناطقهم ويطلقوا الرصاص على بيوت السنة الموجودة بينهم
بينما كنا طيلة السنوات السابقة نتعامل معهم كالأخوة، حتى عندما خرج بعض الفتيان على مناطقهم وشتمو الطائفة العلوية، نحن بدورنا استنكرنا الموقف، ولم نسمح لهذا التصرف أن يتكرر، كون هؤلاء الفتية لا يمثلوننا
لكن التخطيط لهذا الهجوم كان معدا منذ شهور، وكانت الأسلحة والرمال موجودة في بيوتهم ومستودعاتهم، ومدفونة في أراضيهم، ولم يردوا علينا الشتائم بالشتائم بل ردوا الشتائم بالرصاص والغدر
طوال يوم الحصار الذي بقي من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة لاأحد منهم اتصل للاطمئنان علينا أو استنكر هذا الهجوم لا هاتفياً ولا على وسائل التواصل لأنهم كانو واثقين من أن التقسيم سيكون صباحاً، وهذه العبارة كانو يرددونها بينهم وعلى مسمع أقربائنا القانطين بينهم، ولكن الحمدلله، ربنا نصرنا بهمة شبابنا الذين وضعوا دمهم على كفهم لحين وصول الأرتال
عندما سقط النظام البائد، وانتشر الأمن بجبلة، وأجرى تسويات لهم، لم يفتش بيوتهم وأعطاهم الأمان والثقة بالرغم أنهم لم يشاركوا معنا بأي احتفالية بنصر الثورة
في بداية الثورة ب ٢٠١١ عندما حاصر المخلوع منطقتنا كنا نعالج جرحانا في مسجد أبي بكر الصديق، وكنا ندفن شهدائنا بصمت، ويوم الخميس الغادر تكرر نفس المشهد وعالجنا جرحانا بنفس المسجد، وبدأت المساجد تطلب من الأهالي والصيدليات إيصال معدات طبية
وطلبوا من الممرضين الهروع إلى المسجد لعلاج الجرحى، وبقينا خمسة أيام بلا كهرباء ولا ماء، وحتى الآن لا نستطيع الذهاب إلى اللاذقية لأخذ أي علاج وخاصة مرضى السرطان لأن الطريق غير آمن وتقع قراهم على جانبي اتستراد جبلة - اللاذقية
إلى متى سنبقى محاصرون بهم،
إلى متى سنبقى ننال الغدر منهم،
لماذا لا يوجد حواجز في مناطقهم كالتي وضعوها في مناطقنا عام 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد