ماهو عيد نيروز او الاكيتو وحكم الاسلام بالاحتفال به
عيد راس السنة السورية والرافدية نيروز عيد الاكيتو
النيروز ابتدأ الاحتفال به في نفس تاريخه الحالي السومريون قبل الميلاد بأكثر من 3500عام عند المنقلب الربيعي حوالي 21آذار بتقويمنا الحالي أو الأول من نيزان (نيسان) شرقي, وكان العيد يسمى باللغة السومرية (ذك موك)
أما آراميو بابل ونينوى بفروعهم الأكادية والآشورية والكلدانية فسموه عيد أكيتو وتعني الكلمة بالأكادية القديمة الحج ويمثل العيد تموز وقابله الشق الغربي الكنعاني والأموري وآراميو الغرب بالاحتفال بأدونيس
سماه الآشوريون والكلدان بعيد الإله مردوخ ومار بالآرامية تعني السيد ودوخ تعني الوضوح أي عيد سيد النور الآشوري
وورث المسيحيون كل ذلك التراث وحافظوا عليه بذات الفترة تحت اسم عيد الفصح أي عيد عودة المسيح وقيامته من الموت ورجوعه إلى الحياة مستلهمين تمامًا مغزى تموز وأدونيس وعودة النور بعد انتهاء الظلام ورجوع الربيع بعد الشتاء
انتشار هذا العيد
دخل العيد آسيا عبر الفرس الذي احتل ملكهم كورش مدينة بابل وأمه كانت كلدانية من بابل واستقر بها كعاصمة لملكه وتابع الاحتفالات ببابل بذلك اليوم وأسماه الفرس عيد (نوروز) وهي الترجمة الفارسية الحرفية للتعبير الآرامي الشرقي (يومونيزان) أي يوم نيشان بالآرامية الغربية (آرامية معلولا وفلسطين وسوريا الغربية) وتعني يوم النور يوم التفتح والتجدد وبه تبدأ السنة الشرقية (1نيزان شرقي او الرابع) كما نشر الفرس عادة الاحتفال به في أذربيجان وترتكستان ووسط آسيا
تبنى الأكراد هذا العيد باسمه المتداول نفسه
كما يحتفل به بالأناضول عدد من الشرائح من بكتاشية وشيعة لكن العلويين والعليين الأتراك يبالغون بتعظيم هذا اليوم بإرجاعه إلى الأصل وتأصيل الأصول فيعتبرونه هو ذاته ميلاد الإمام علي ويوم زواجه من فاطمة ويوم غدير خم ويوم عودة المهدي ليملأ الأرض عدلًا ومن هنا تعظيمه الكبير
ويحتفل به سكان الساحل السوري بمختلف طوائفهم تحت اسم عيد الرابع
كما يحتفل الأزيديون(اليزيديون) بهذا العيد ويحيونه على أساس أول أربعاء للأسبوع الأول من نيسان شرقي, وهو يوم رأس السنة اليزيدية وهو أعظم أعيادهم
سكان كركوك وقراها المسيحية والكردية والتركمانية وطوائفها العتيقة من شيعة قدماء وكاكائية والشبك والعلويين واليزيديين يحتفلون به بنفس الطريقة التي أورثهم إياها من كانوا يدعون بوقتها (مسيحيو قلعة كركوك التركمان) وذلك قبل أن يعتنقوا الدين الإسلامي لاحقًا حيث يقدمون الحلوى والطعام بكثرة ويلبسون الثياب الجديدة. ويوقدون نارًا عظيمة على أسطح منازلهم ويتبادلون الهدايا ويسمون هذا العيد (عيد هيلانا) ويقصدون به عيد هيلانة إذ كان يعتبره تركمان قلعة كركوك المسيحيون القدماء أنه اليوم الذي وجدت به هيلانة والدة الإمبرطور قسطنطين خشبة الصليب بالقدس ويعتبرونه يوم الظهور أو الانبعاث
النيروز في سوريا
وفي سوريا يحتفل المسيحيون بمختلف طوائفهم به تحت اسم عيد الفصح أو عيد البعث أو عيد القيامة وكذلك يحتفل بعيد نوروز اليزيديون السوريون في سنجار ومحافظة الحسكة وشمال حلب ومناطق عفرين وراجو ويسمونه عيد ظهور( طاووس ملك) الملاك طاووس او الاربعاء الاحمر ويقصدون به إله الخصب تموز أو الله المطلق حين أظهر عظمته للبشر
ويقوم المسيحيون بالشرق الأوسط والأدنى ومصر بتلوين البيض في هذا العيد رمزًا للحياة وللعودة والقيامة والبعث بعد الموت اقتداء بأسلافهم البابليين والآراميين كرمز للحياة والخصب والتفتح
ولابد أخيرًا من الإشارة الى الصابئة المندائيين (مسيحيي يوحنا المعمدان) وهم مهاجرون من شرق الأردن بالقرن الأول ميلادي إلى جنوب العراق, حيث نقلوا معهم اللهجة الآرامية الغربية ويتحدثونها كما يتحدث بها السوريون لا على غرار اللهجة الآرامية الشرقية لأهل العراق ويحتفلون بذات الفترة بهذا العيد, ويسمونه عيد البنجة أو الخمسة أي عيد الخمسة أيام وأخذوها عن بقايا السومريين الذين اختلطوا بهم بجنوب العراق سكان شط العرب المعروفين باسم (المعدان)وفيه يلبسون الثياب البيضاء النظيفة بعد أن يتعمدوا بالماء ويولدوا من جديد تكفيرًا عن ذنوبهم
عيد النيروز و الميثولوجيا الرافدية :
عيد النيروز احتفال سنوي يتزامن والإنقلاب السنوي الربيعي وترتبط به عدة اساطير تتمحور حول تجدد الحياة والخلق .كما ارتبطت به بداية السنة الجديدة والتقويم الشمسي بالحضارات الزراعية القديمة منذ ايام السومرين .وماتزال السنة المنسوبة اليوم للفرس تتناسب واحتفالات النيروز والانقلاب السنوي الربيعي 21 مارس / آدار .كما يحتفل بهذه المناسبة بين كافة شعوب اسيا الوسطى والغربية :ايران ,افغانستان وتركيا ,والمشرق العربي بالعراق وسوريا
ورغم ارتباط النيروز تارخيا بالديانة الزردشتية وقيام ممالك الفرس المملكة الاخمينية والساسانية لا ان عماد الثقافة والدين واللغة والعمارة عند من عرفوا بالفرس كان بلاد الرافدين مركز الحضارة القديم .فقبائل الفرس كانت قبائل بدوية تعمتد الترحال والتنقل والغزو بأسيا الوسطى
وتعرضت منطقة ايران لغزواتها على فترات زمنية متواصلة منذ الالفية الثانية قبل الميلاد لكن لم يرد ذكر تاريخي للفرس الا مع قورش الأكبر الثاني( 560 - 529 ق م) وتحقق لهم غزو وتدمير بلاد الرافدين العراق وبلاد عيلام الاحواز او عربستان "غرب ايران وشرق الخليج" حوالي القرن الخامس قبل الميلاد إبان ضعف ممالك البابلين وحصل مع شعوب الرافدين المتحضرة والفرس ما حصل في زمن لاحق مع المغول والدولة العباسية
المثلوجيا والدين عند المجتمعات الزراعية القديمة
فقد كانت القبائل الفارسية قبائل وحشية مقاتلة عنيفة حتى ان لفظة فرس كما وصفهم الاغريق بارسيون كانت تعني( السائب والغازي) .ولم يتحقق لهم هضم الحضارات التي سبقتهم ببلاد عيلام وبابل إلا بعد قرون من التخريب والتدمير الذي طال هذه البلاد
وخلال هذه الفترة تبنى الفرس ذات الخط المسماري الرافدي كما اعتمدوا اللغة السامية الارامية الى جانب الفارسية مما اثر بشكل واسع على الفارسية قبل الاسلام والعربية العدنانية بعده واعتمد التقويم الفارسي على التقويم البابلي كما ظل النمط المعماري عند ممالك الفرس مطابقا للنمط الرافدي البابلي والاشوري حتى ظهور الاسلام وانتشار النمط العباسي والمروث الديني والثقافي بما عرف ببلاد فارس ظل مرتبطا بالحضارات السابقة
ونجد له لليوم اصلا في اساطير السومرين وبابل القديمة فقد كانت المثلوجيا والدين عند المجتمعات الزراعية القديمة مرتبطا بالطبيعة ودوراتها ومنها جاءت اسطورة تموز " دموزي "وعشتار الرافدية ,القائمة على اساس الموت واعادة البعث والحياة ومنها انبتقت اساطير ومتلوجيا الكثير من الشعوب الاخرى قصة بعل بالشام و قصة ايزيس وأوزيريس بوادي النيل وفي اليونان قصة أدونيس وأفروديت ثم ظهرت قصة سيميلس وديونيسيوس وقصة برسفون في اليونان أيضا
وفي روما كانت هناك قصة سيبيل وآتيس فصلا عن اساطير الفرس والاكراد المتمدة من الاسطورة الرافدية تموز وعشتار فعشتار كانت ترمز للارض والانوثة والحياة ورمز بتموز "دموزي" بالفحولة الثورالبري والذكورة وعودة الحياة والخصب فتكون احتفالات عودة الحياة للإله تموز
متزامنة مع الإنقلاب الربيعي بداية شهر نيسان/إبريل وعودة الحياة والإخضرار للأرض بينما يحتفل بموته بالخريف بشهر تموز يوليو أو يوليوز أو جويليه." وكانت لهم احتفالات حزن خاصة بموته تقارب مظاهر الحزن بعاشوراء عند الشيعة "ومظاهر موت الارض وبكاء عشتار ونحيبها "فصل الشتاء"حتى عودته مرة اخر للحياة في دورات سنوية متلاحقة ارتبط بها تقويمهم الشمسي السنوي وعلى اساس الاسطورة الرافدية هذه بنية معظم اساطير الشعوب حول الخلق وعودة الحياة
يؤمن الكرد كشعب بلا دولة بأن النوروز يعود إلى نشأة الإمبراطورية الميدية
كما كانت بداية السنة بالانقلاب الربيعي حتى تعديل الرومان للتقويم الشمسي المصري القديم وتغير بداية السنة لتكون بيناير كانون الثاني عوض شهر الانقلاب الربيعي 21 آدار بالنسبة للنيروز وشهر نيسان /ابريل بالنسبة لشم النسيم المصري وعودة الحياة لتموز رمز الخصب عند حضارات الرافدين قديما .
حسب الاساطير الكرديه كان الضحاك حاكمًا آشوريًا شريرًا، يحكم الشعب الميدي في كل يوم، كان الضحاك يطالب بإحضار مخ اثنين من الأطفال لإطعام الثعابين التي تنمو على كتفيه. أخيرًا، حشد كاوا الحداد الذي فقد العديد من أبنائه في خدمة هذا الإمبراطور الشرير تمردًا وقتل الحاكم الخبيث وللإشارة إلى انتصاره على الإمبراطور الشرير أمام الشعوب المقهورة، أشعل النار في التلال التي عُرفت لاحقًا بنيران النوروز
وبذلك أعلن عن حقبة جديدة حقبة الحرية، وولادة الشعب الكردي وبشكل مختلف، تروي قصص أخرى أن الكرد ظهروا بالهروب إلى الجبال، ثم نزلوا للإطاحة بالضحاك بعد أن تحولوا إلى أمة قوية ومقتدرة. وبغض النظر عن اختلاف الروايات، فإن كلتا القصتين، تمثلان إلى حد ما، بداية حقبة جديدة. اليوم، يحظى كاوا بشعبية كبيرة، ويعتبر الضحاك رمزًا شائعًا لقمع الشعوب بشكل عام
وأيضًا بشكل ملموس أكثر، لرؤساء الدول الذين يسلبون أرواح الكرد، ويهددون وجودهم المادي وهويتهم الجماعية ويعتبره الكرد احتفالًا بهويتهم القومية الكردية .هناك وجهات نظر مختلفة حول أصل المهرجان وأساطيره وطريقة الاحتفال به وتأثيره الثقافي والسياسي ومع ذلك لا يزال من الممكن تتبع آثار الديانة الزرادشتية وهي الديانة الأصلية لدى كل من الشعبين الكردي والفارسي
يؤمن الكرد كشعب بلا دولة بأن النوروز يعود إلى نشأة الإمبراطورية الميدية حوالي 700 قبل الميلاد. وفقًا للميثولوجيا الكردية قام كاوا الحداد – الذي يعتبره الأكراد جدًا لهم – بقتل الضحاك الحاكم الظالم. ولنشر خبر انتصاره، أشعل كاوا النيران على قمم الجبال. منذ ذلك الحين، أصبح إشعال النيران طقسًا أساسيًا في احتفالات النوروز ، وأصبح يمثل انتصار الخير على الشر
وفقًا لعدة باحثين، فإن أقدم السلائف التاريخية لعيد النوروز ترتبط ارتباطًا وثيقًا باحتفالات الاعتدال الربيعي. وجادل الكثيرون بأن النوروز، أو الأشكال التي سبقته، تم الاحتفال به من قبل شعوب الشرق الأوسط بشكل مستمر تقريبًا منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم، على الرغم من اختلاف تسمية المهرجان وشكله وشعبيته. فعلى سبيل المثال، يُعتبر النوروز يومًا وطنيًا في إيران وما زال يُحتفل به بحماس ودافع العديد من العلماء عن وجود صلات احتفالات النوروز مع الزرادشتية، أو عيد “ميثراغان” وغيرها من الطقوس السابقة للإسلام. وقد اعترفت اليونسكو أيضًا بوضعه كواحدٍ من أقدم المهرجانات في العالم
الإجماع العام هو أن التاريخ القديم للنوروز يرتبط باحتفالات الخصوبة وبداية تغير الفصول. وعلى حد تعبير ماري بويس: “بقدر ما تعود السجلات التاريخية، كان النوروز -واقعيًا أو من حيث المبدأ- احتفالًا ببداية الربيع، عندما تبدأ الشمس في استعادة قوتها والتغلب على ظلام الشتاء وبرودته، وعندما يتجدد النمو والنشاط في الطبيعة”. وهكذا يبدو أن النوروز قد ارتبط دائمًا بالتجديد والتناسل، وإن لم يكن بالضرورة مع أسطورة “الضحاك” أو حتى الهوية الكردية في ذلك الوقت
الاحتفال بعيد النيروز في الاسلام
فلا يجوز التشبه بالكفار في الأعياد ولا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته , ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد , مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته , خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم , مثل إهداء الشمع ونحوه في عيد الميلاد
وتجب عقوبة من يتشبه بالكفار في أعيادهم وقال الشيخ ابن جبرين حفظه الله : " لا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة كعيد الميلاد للنصارى ، وعيد النيروز والمهرجان ، وكذا ما أحدثه المسلمين كالميلاد في ربيع الأول ، وعيد الإسراء في رجب ونحو ذلك
ولا يجوز الأكل من ذلك الطعام الذي أعده النصارى أو المشركون في موسم أعيادهم ، ولا تجوز إجابة دعوتهم عند الاحتفال بتلك الأعياد وذلك لأن إجابتهم تشجيع لهم وإقرار لهم على تلك البدع ويكون هذا سبباً في انخداع الجهلة بذلك واعتقادهم أنه لا بأس به والله أعلم " انتهى
من كتاب "اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين" ص 27
والحاصل : أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد النيروز ، ولا تخصيصه باحتفال أو طعام أو هدايا والله أعلم
شكرا لك
ردحذف