رغم سقوط النظام ما زال هؤلاء يعيشون في المخيمات
كانوا يعيشون في ظروف قاسية
آخر مرة زرت فيها سوريا، وتحديدًا إدلب، كانت في عام 2019 أمضيت هناك قرابة 25 يومًا، تنقلت خلالها في مختلف المناطق المحررة آنذاك. أكثر ما كان مؤلمًا هو مشهد المخيمات والأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيمات
الناس الذين تهجّروا من بيوتهم ومدنهم وقراهم بسبب تمسّكهم بالحق ومقاومتهم للنظام كانوا يعيشون في ظروف قاسية لا تحتمل لا ماء، لا كهرباء، لا موارد، والبرد يفتك بهم. معظمهم تحت خط الفقر بأضعاف، بلا أي دعم حقيقي، فقط معاناة مستمرة منذ 12 عامًا
ما يؤلم أكثر أنه، رغم سقوط النظام، ما زال هؤلاء المهجّرون في المخيمات، يعانون نفس الظروف. بيوتهم مدمّرة، وقراهم تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، بينما الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية تتاجر بمعاناتهم
استغلال واضح لانعدام الضمير
بدلًا من إعمار مناطقهم أو توفير مساكن تليق بصبرهم، يتم بناء مشاريع سكنية وبيعها لمصالح خاصة في استغلال واضح لانعدام الضمير والمسؤولية تجاه من ضحّى لأجل الثورة.
اليوم، وبعد تحقيق أهداف الثورة، كان من الأولى إعطاء الأولوية لأهالي المخيمات وعائلات الشهداء، لا تهميشهم بالكامل. هناك عشرات الآلاف من الشقق في مساكن الضباط بمختلف مناطق سوريا، وكان من المفترض أن تكون الخطوة الأولى هي نقل المهجّرين إليها وتأمين احتياجاتهم، فهم من صبروا، وهم من دفعوا الثمن الأكبر.
أتمنى أن يكون هناك اهتمام حقيقي بأهالي المخيمات، وأن يُنصفوا بعد كل هذه السنوات من التضحية والصبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد