آخر المواضيع

    الثلاثاء، 11 مارس 2025

    الشام بين نيران الفتن وتداخل المصالح صراعٌ يزداد تعقيد

     الشام بين نيران الفتن وتداخل المصالح صراعٌ يزداد تعقيد

    الشام بين نيران الفتن وتداخل المصالح صراعٌ يزداد تعقيد

    مقدمة


    لم تهدأ الشام يومًا من الفتن وما زالت المعارك فيها تتخذ أشكالًا متجددة بين قوى داخلية تسعى لفرض نفوذها وأطراف خارجية تدير المشهد من وراء الستار واليوم تتكشف معطيات جديدة تؤكد أن الصراع لم يعد مجرد مواجهة محلية بل أصبح ساحة لتنسيقات عسكرية معقدة بين أطراف متناقضة ظاهريًا لكنها متحدة في الغايات والمصالح


    غرفة عمليات مشتركة : تحالف الضرورة أم مؤامرة كبرى؟

    وفقًا للمصادر الأمنية تتجه المنطقة نحو إعلان غرفة عمليات عسكرية مشتركة تضم قوى متفرقة لكنها تلتقي على هدف مشتركه وهي :  

    العلويين (قوات الأسد وأجهزته الأمنية)

    الدروز (بتنسيق مع بعض الفصائل المحلية في الجنوب السوري)  

    ملاحدة الكرد (ممثلة في قوات سوريا الديمقراطية "قسد")  


    والأخطر من ذلك أن هذا التحالف يتم بإشراف ثلاثي روسي  إيراني إسرائيلي مما يثبت أن الخلافات الظاهرية بين بعض هذه الأطراف ليست سوى ستار يُخفي مصالح أعمق حيث توظف كل جهة هذه القوى لخدمة مشروعها في سوريا


    التنسيق مع نظام الأسد : دعمٌ مالي ولوجستي للمجموعات المسلحة وفقًا لمصدر أمني للجزيرة فإن بشار الأسد على علم مباشر بهذه التحركات بل إنه ينسق سرًا مع المجموعات المسلحة لضمان بقائها ضمن دائرة النفوذ التي تحقق له مصالحه ومن أبرز هذه الترتيبات :  

    المجلس العسكري بقيادة غياث دلا حصل على دعم مالي من حزب الله والمليشيات العراقية في خطوة تثبت مدى النفوذ الإيراني في إعادة تشكيل التوازنات العسكرية داخل سوريا.  

    المجلس العسكري نفسه تلقى تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية مما يعكس حجم التقاطع بين الأطراف المتصارعة نظريًا، لكنه متحدة على أرض الواقع في المصالح والتنسيقات  


    الدور الروسي والإسرائيلي : مصالح متقاطعة رغم العداء الظاهري 


    من الواضح أن روسيا رغم علاقاتها العلنية مع نظام الأسد، لا تُمانع بقاء قنوات اتصالها مع جميع الأطراف بما في ذلك الكرد وإسرائيل فالتوازن الذي تحاول موسكو الحفاظ عليه في سوريا يخدم مصالحها الاستراتيجية، سواء من حيث تعزيز نفوذها العسكري أو استخدام الفصائل كأدوات ضغط على اللاعبين الدوليين.  


    أما إسرائيل فقد أكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مؤخرًا بوضوح "لن نسمح لأعدائنا في لبنان وسوريا بأن يصبحوا أقوى نمد يدنا لحلفائنا الدروز وأصدقائنا الأكراد في منطقة يهودا والسامرة، ميراث أجدادنا "


    وهذا التصريح يكشف بوضوح عن الرغبة الإسرائيلية في دعم الفصائل الكردية والدروز، واستخدامهم كأدوات لتحقيق مصالحها في المنطقة


      ما المطلوب الآن ؟


    - لا مجال للانتظار : التنسيق الجاري بين هذه القوى يهدف إلى فرض واقع جديد في الشام، وأي تأخير في المواجهة سيعني ترسيخ هذا المشروع وتمدده


    - إفشال المخططات الخارجية : كل تأخير في العمل العسكري يخدم إسرائيل بشكل مباشر، فمن مصلحتها استمرار الفوضى والتقسيم في سوريا 


    - تحرك استراتيجي شامل : لابد من وضع خطة لمواجهة هذا التكتل العسكري، سواء عبر حرب استنزاف ضده، أو عبر قطع خطوط الإمداد والدعم عنه بحيث يتم عزل كل طرف عن الآخر وضربه بشكل منفصل.  


    ختامًا : هل نحن أمام آخر مراحل التمحيص ؟


    في ظل هذه الفتن العاصفة، لا شك أن هناك رجالًا أصحاب بصائر يقفون بثبات، يعلمون أن المرحلة القادمة ستكون أشد، لكنها أيضًا مرحلة التمحيص الأخير. وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لخالد بن الوليد في إحدى معاركه :  

    "جد في أمرك ولا تلن، ولا تظفر بأحد من المشركين قتل من المسلمين إلا نكلت به."


    وهذه القاعدة يجب أن تبقى ماثلة أمام الجميع: الحزم في مواجهة من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وعدم السماح لهم بإقامة مشاريعهم المشبوهة في الشام


    الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، لكن الحق وأهله باقون، والباطل وأعوانه إلى زوال


    ✍️ كتبه: عبدالله نيربي


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد