آخر المواضيع

    السبت، 1 مارس 2025

    إدلب أكثر من مجرد أداة في المشهد السوري

     إدلب أكثر من مجرد أداة في المشهد السوري

    إدلب أكثر من مجرد أداة في المشهد السوري

    إدلب أكثر من مجرد أداة في المشهد السوري


    لطالما كانت إدلب رمزًا للصمود والتضحية في سوريا فهي لم تكن مجرد ساحة للأحداث بل كانت ملجأً لكل من هُجِّر من دياره وأرضًا احتضنت الثورة بكل أبعادها 


    ومع ذلك لا تزال بعض الأصوات تسيء فهم الدور الحقيقي لأهل إدلب، مستخدمة إياهم كأداة تهديد أو عنصر تخويف في الأزمات السياسية والميدانية وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا


    إدلب بين التضحية والتوظيف الخاطئ


    مع كل تطور تشهده الساحة السورية تظهر بعض الخطابات الإعلامية التي توحي بأن إدلب مجرد أداة يمكن تحريكها وقت الحاجة ثم نسيانها أو إلقاؤها جانبًا وهذا الفهم القاصر يتجاهل حقيقة أن إدلب ليست مجرد ورقة ضغط 


    بل هي جزء أصيل من نسيج الثورة السورية وأهلها لم يكونوا يومًا ميليشيا مستأجرة بل كانوا وما زالوا رجالًا أصحاب قضية نذروا أنفسهم لمبادئهم ولم يتحركوا إلا بدافع عقيدتهم وإيمانهم بالحرية والعدالة

      

    هل إدلب.. أهل العهد والضيافة


    من يختزل إدلب في بعدها العسكري فقط ينسى أنها أرض التين والزيتون وأنها موطن الكرم والضيافة فقد احتضنت المهجّرين من مختلف المحافظات السورية 


    ولم تكن يومًا عنصرًا لتهديد طائفة أو جماعة هذه المحافظة التي تحملت القصف والتشريد ليست سلاحًا يُشهر في وجه أحد ولا يمكن أن تكون أداة ترهيب تُستخدم في النزاعات السياسية


    لقد تميز أهل إدلب بحرصهم على العهد وعدم الغدر وهو ما يعكس عمق القيم التي تربوا عليها أما مهمة تأمين العدالة ومحاربة الفساد وتأديب المجرمين، فهي مسؤولية السلطات والهيئات المعنية وليست مسؤولية أبناء إدلب وحدهم فلا ينبغي أن يُزجّ بأهل إدلب في معارك جانبية أو يتم استغلال تضحياتهم في مشاريع تخدم مصالح غيرهم


    إدلب بين الجهاد وإعادة البناء


    على مدار السنوات الماضية قدّمت إدلب من التضحيات ما لم تقدمه أي محافظة أخرى فكانت هدفًا دائمًا للقصف والتدمير وتحملت أعباء الحصار والنزوح 


    ورغم ذلك لم يتخلّ أهلها عن مبادئهم واليوم هم في مرحلة ترميم ما تبقى من حياتهم يحاولون بناء بيوت جديدة أو حتى الاكتفاء بخيام بجوار منازلهم المهدّمة، في سعيٍ لإعادة جزء من الحياة التي سرقتها الحرب 


    ما قدمته إدلب كان في سبيل الله لا في سبيل مشاريع سياسية مؤقتة ولذلك فإن واجب الأمة تجاهها ليس استخدامها كورقة مساومة بل أن تذكر أهلها بالخير والدعاء وأن تدعم صمودهم في وجه التحديات



    خاتمة

    إدلب لم تكن ولن تكون مجرد أداة في يد أحد بل هي قلب الثورة النابض وروحها التي لا تموت أهلها لم يقاتلوا طمعًا في سلطة ولا سعوا وراء مصالح ضيقة


    بل كانوا دومًا في مقدمة المدافعين عن المظلومين والساعين للحرية اليوم وهم في مرحلة تضميد الجراح يستحقون أن يُنظر إليهم بعين الوفاء والاحترام لا أن يكونوا جزءًا من لعبة سياسية أو مادة للتخويف إدلب ستبقى عنوانًا للصمود وأهلها سيظلون مثالًا للعهد والكرامة


    والله المستعان


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد