آخر المواضيع

    الجمعة، 28 فبراير 2025

    لعاب عاطف نعنوع يسيل شعار إعادة الإعمار مرحلة جديدة من الاحتيال

      شعار إعادة الإعمار مرحلة جديدة من الاحتيال

    لعاب عاطف نعنوع يسيل شعار إعادة الإعمار مرحلة جديدة من الاحتيال

    المشاريع السكنية في شمال سوريا : بين وعود عاطف نعنوع والواقع المرير


    ✍️ بقلم : عبدالله نيربي مقدمة


    منذ بداية الأزمة السورية شكلت المخيمات مأوى لملايين النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب والكوارث الطبيعية. وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري، ازدادت المعاناة، وأصبح الوضع الإنساني أكثر سوءًا


    مما دفع العديد من الشخصيات والمؤسسات إلى إطلاق وعود بتوفير مساكن آمنة للنازحين. في مقدمة هؤلاء برز اسم عاطف نعنوع الذي قدم نفسه كمنقذٍ إنساني وتعهد بإزالة آخر خيمة من المخيمات وتأمين مساكن دائمة لجميع النازحين. 


    لكن مع مرور الوقت، اتضح أن هذه الوعود لم تكن سوى شعارات دعائية، بينما بقي النازحون يعانون في المخيمات وسط برد الشتاء وحر الصيف، دون أي تغيير ملموس.  


    من وعود براقة إلى واقع مُظلم


    في عدة مقابلات عبر وسائل الإعلام والبودكاست، تحدث عاطف نعنوع عن مشاريع إسكانية ضخمة، مدعيًا أنه حصل على 90 مليون دولار لبناء مجمعات سكنية في الشمال السوري تهدف إلى إنهاء مأساة المخيمات


    هذه المشاريع، وفقًا لتصريحاته، كانت مخصصة للنازحين الذين فقدوا كل شيء ولكن الواقع كشف عن قصة مختلفة تمامًا.  


    استثمارات مشبوهة واستغلال المانحين


    بدلًا من تنفيذ مشاريع إنسانية حقيقية، تحولت معظم هذه المجمعات إلى استثمارات سرية تُعرض لبعض الجمعيات والمؤسسات مقابل مبالغ مالية ضخمة. يتم بيع المشروع، ثم يتم بناء مشروع آخر بنفس الطريقة، مع استمرار الاستفادة من تبرعات المانحين. 


    في بعض الحالات، يتم تصوير مشاهد دعائية لبعض العائلات التي تُمنح منزلًا كجزء من حملة تسويقية تُظهر "نجاح" المشاريع السكنية، بينما تبقى الأغلبية العظمى من النازحين خارج الحسابات  


    مجمعات فارغة ونازحون بلا مأوى


    رغم التصريحات المتكررة حول توفير مساكن للنازحين، إلا أن الوضع في مدينة حارم وغيرها من المناطق السورية المحررة يعكس الحقيقة الصادمة. فقد تم بناء عدة مجمعات سكنية 


    لكنها لا تزال فارغة فيما يستمر آلاف النازحين في العيش داخل المخيمات وسط ظروف قاسية. هذا التناقض يثير تساؤلات حول مصير الأموال التي تم جمعها، ولماذا لم يتم إسكان المحتاجين في هذه المجمعات، بدلًا من تركها مهجورة؟  


    الأسوأ من ذلك أن بعض العائلات التي حاولت الانتقال إلى هذه المجمعات تعرضت لضغوطات قاسية، حيث تم قطع الماء والكهرباء عنهم، مما أجبرهم على العودة إلى المخيمات أو البحث عن أي مأوى آخر. هذه الممارسات كشفت عن استراتيجية واضحة لتوجيه المشاريع نحو الاستثمارات المالية بدلًا من أن تكون مشاريع إغاثية حقيقية

     

    إعادة إعمار سوريا: الشعار الجديد للاحتيال


    في أحدث ظهور إعلامي له، أعلن عاطف نعنوع أنه يخطط الآن للانتقال إلى "إعادة إعمار سوريا"، وهو ما أثار موجة جديدة من التساؤلات والشكوك. فإذا كان هذا الشخص قد فشل في تأمين مساكن للنازحين رغم الأموال الضخمة التي حصل عليها، فكيف يمكنه أن يقود مشروع إعادة إعمار بلد بأكمله؟  


    يبدو أن شعار إعادة الإعمار ليس سوى مرحلة جديدة من الاحتيال الهدف منها جمع المزيد من التبرعات واستغلال عواطف الناس سواء داخل سوريا أو خارجها، لتحقيق مكاسب شخصية. 


    فإذا كانت المخيمات لم تشهد أي تغيير يذكر رغم الملايين التي تم جمعها، فمن غير المنطقي أن يُصدّق أحد بأن هذا الشخص سيعيد بناء سوريا المدمرة

      


    موقف النازحين والسكان المحليين


    في الداخل السوري، أصبح النازحون أكثر وعيًا بهذه الأساليب وأدركوا أن الوعود التي تطلقها بعض الشخصيات والمؤسسات لا تتعدى كونها مناورات إعلامية لجذب التبرعات. سكان مدينة حارم على سبيل المثال، الذين يرون بأعينهم المجمعات السكنية المهجورة يتساءلون بمرارة :  


    - لماذا لا يتم تسكين النازحين في هذه المجمعات إذا كانت بالفعل مخصصة لهم ؟  

    - لماذا يتم إجبار بعض العائلات على العودة إلى المخيمات بعد تصويرهم على أنهم حصلوا على منازل جديدة ؟  

    - إلى أين تذهب الأموال التي يتم جمعها تحت شعار "إغاثة النازحين"؟  


    ضرورة المحاسبة والرقابة


    في ظل هذه المعطيات، أصبح من الضروري أن يكون هناك تحقيق شفاف ومستقل حول المشاريع السكنية في الشمال السوري ومعرفة مصير الأموال التي تم جمعها. يجب أن يكون هناك رقابة صارمة على المؤسسات والشخصيات التي تدّعي العمل الإغاثي لمنع أي استغلال جديد لمعاناة السوريين.  


    كما يجب على الجهات المعنية في الداخل السوري وكذلك على الجهات الداعمة من الخارج أن تتخذ موقفًا واضحًا من هذه التجاوزات، وألا تُمنح الفرصة لأي جهة لاستغلال قضية النازحين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الملايين


    خاتمة


    في الوقت الذي لا يزال فيه آلاف العائلات السورية تعيش في الخيام، وسط ظروف غير إنسانية، تستمر بعض الشخصيات في إطلاق الوعود الكاذبة وجمع التبرعات لمشاريع لا يرى أحد نتائجها بين المخيمات التي لم تتغير والمجمعات الفارغة التي لم تُستخدم لغرضها الإنساني تتضح معالم فساد ممنهج يحتاج إلى كشف ومعالجة سريعة


    إذا لم يكن هناك تحرك حقيقي لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات، فإن المخيمات ستظل قائمة، ومعاناة النازحين ستستمر، بينما يواصل تجار الأزمات استغلال هذه المأساة لتحقيق أرباحهم الخاصة.


    والله المستعان


    هناك تعليق واحد:

    1. ولجب علي الدوله إن كاتت عادله وضع عاطف نعنوع و زوجته في السجون والتحقيق معهم حول الاموال التي حصلو عليها من اجل المهجرين

      ردحذف

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد