أيهم أفضل الحظ ام الذكاء أم القداسه
الحظ ام القداسه
يحكى ان هنالك ملكاً أرسل حرسه لإحضار احد مستشاريه ولما جاؤوا بمستشاره وقد بان عليه القلق قال الملك هنالك سؤال يؤرقني وأريد منك إجابة عنه تستند إلى دليل قاطع فقال له ابشر يا مولاي سل سؤالك وسأجيبك عنه باذن الله فقال له قل لي أيهما أفضل الحظ أم القداسه ؟ قال له بدون أي مقدمات : القداسة طبعاً يامولاي
ضحك الملك وقال له: سأدحض رايك بالدليل أو تثبت لي رأيك وبالدليل
خرجا في صباح اليوم التالي إلى أحد الأسواق ووقف الملك يتامل في وجوه رعيته حتى راى رجلا بائساً جداً فأمر الحرس بجلبه إلى القصر ثم أمر بأن يطعموه ويلبسوه الحرير ثم جعله وزيراً ثم أمر بإدخاله الى مجلسه
أيهما أفضل الآن الحظ ام القداسه
فاندهش المستشار عندما رأى أن الرجل البائس الفقير أصبح وزيرا فقال الملك للمستشار: أيهما أفضل الآن الحظ ام القداسه ؟فأجاب المستشار وقال له أعطني فرصتي يامولاي لأثبت لك بأن رأيي الأصح فخرج المستشار إلى السوق ووقف يتأمل، وإذا به يرى حماراً 🫏هزيلا وسخاً ومنهكاً من التعب
فاقترب منه وبدأ يتحسسه ويتلمسه والناس ينظرون إليه باستغراب حتى تجمهروا من حوله ثم قال بصوت عالً: أيها الناس أتعلمون أن هذا الحمار طالما حمل على ظهره أحد أنبياء الله فقد ذُكر وصفه في الكتاب الفلاني نقلا عن فلان ابن فلان. هذا الحمار من أهل الجنة
وماهي الا لحظات حتى أصبح ظهر الحمار الأجرب مزاراً وملئت أذناه نذوراً وبدأ الناس يتبرّكون به فهذا يطعمه وذاك يغسل قدميه وتلك تأخذ شعرة منه لتتزوج وتلك تتمسّح بمؤخرّته لتُرزق بطفل
فكم حماراً ألبسه الجهلة ثوب القداسة
ثم أسكنوه في بيت نظيف وعينوا له خدماً وصار الحمار يسرح ويمرح في اي مكان ويأكل ويشرب من أي بيت يريد والكل يقدسه ويتبرك به ثم عاد المستشار إلى الملك وقال: الآن يا مولاي، أيهما افضل ؟
طأطأ الملك راسه، فابتسم المستشار وقال له: أتعلم يا مولاي مالفرق بين الحظ والقداسه قال الملك لا قل لي مالفرق فقال له المستشار : أنت يا مولاي ألبست هذا الرجل البائس الفقير ثوب العافية والمال والسلطة.وهذا ثوبً زائل لأنك تستطيع سلبه اياه
أما أنا فقد ألبست هذا الحمار ثوب القداسة وأن هذا الثوب لا يمكن أن يسلبه منه أحد حتى انت يا مولاي والان ...فكم حماراً ألبسه الجهلة ثوب القداسة على مر التاريخ وأصبح الآن يسرح ويمرح على كل المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية والامنية
كم حمارا وكم طائفيا أوصلونا إلى الدمار
والآن كم حمارا وكم طائفيا أوصلونا إلى الدمار وقتل العباد وهنالك من يدافع عنهم السؤال الذي يطرح نفسه هل سنستطيع خلع ثوب القداسة عن القادة و المدعين الدين والصلاح أصحاب العمائم المستأجرة ...
وبعض الحمير الذين صاروا يُنظِّرون على بعض علماء المسلمين بطريقة سوقية بائسة ويهاجمون أهل الحديث والأثر ويكذبون الدليل تعصبا لفكرهم وميولهم السياسية ورغبة منهم لحصد أكبر عدد من التابعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد