احذروا مقبرة الثورة فالخطأ سيُغرق مراكبنا
احذروا مقبرة الثورة
ولكن هذا لايمنع من النصح بدافع الحرص وليس الوصاية وبناءا على ذلك نقول ان ثورة الشام اليوم دخلت في الصفحة الأكثر خطورة من خلال اعتماد خطاب يبالغ في مهادنة المجرمين واسترضاء الآخرين على حساب مستقبل الثورة عبر المخاطرة بمستقبل الامة جمعاء والمتاجرة بدماء الملايين لإرضاء المجتمع الدولي الذي لم ولن يرضى عنك حتى لو اتبعت ملتهم
ويخطأ من يعتقد ان ثورة الشام هي ملك للسوريين أو انهم اهل مكة وهم ادرى بشعابها،بل ان ثورة الشام نافذة لكل الامة واهل السنة على جميعا وخصوصا في لبنان والعراق ودول الجوار وبالتالي فان اي انتكاسة ستجعلنا نخرج من التاريخ ولذلك ممنوع الخطأ لان الخطأ سيُغرق مركب اهل السنة جميعاويقدم رقابنا جميعا على مقصلة الموت
رسولنا الأكرم حين قال اذهبوا فانتم الطلقاء
هو نفسه الذي قال عن نفر من المجرمين اقتلوهم حتى لو تعلّقوا بأستار الكعبة والثورة الفرنسية لو اعتمدت شعارات التسامح لكان احفاد لويس السادس عشر وماري انطوانيت يحكمون اوربا الى اليوم فتسامح ثوار مصر جلب لنا السيسي وتسامح تونس جلب لنا بن سعيد وتسامح الليبيين جاء لنا بحفتر والانتقال السلمي في اليمن جاء لنا بالحوثي أفلا تتعظون ...
النافذة التي سيدخلون منها هذه المرة هي الحفاظ على مؤسسات الدولة والمؤسسات كلمة حق يراد بها باطل فهم لايقصدون المؤسسات التي تخدم المواطن بل يراد من مفردة المؤسسات الهياكل الادارية التي تهيمن عليها الدولة العميقة وبمعنى آخر فانهم يريدون من تكرار الحديث عن الحفاظ على المؤسسات ترك هامش من حرية الحركة والأمان للدولة العميقة وفلول الاسد والزينبيون ليعيدوا ترتيب صفوفهم
اذا ارادت الثورات ان ننتصر
فعليها استحضار مقصلة الثورة الفرنسية لتطال كل الرقاب العفنة فلا ترياق لمرارة الذل سوى السيف يغسل عار الأمة لتطهير شواطئنا من العفن الذي قذفته علينا البحار عبر العصور لأن عفن الف عام وحكم مئة سنة من سايكسبيكوا قد ترك جذور الفساد في اعماق المجتمع والدولة على حد سواء فتم تخريب العقول وتحطيم الضمائر وشراء الذمم لضمان الولاء
ولذلك لايمكن منطقيا ان نعتقد ان التغيير سيتم بالانتقال السلمي ورفع اغصان الزيتون وترديد الشعارات البنفسجية والاناشيد الرومانسية فلا يمكن للتغيير ان يتم وللثورة ان تنجح ان لم تعلق المشانق وتتدحرج الرؤوس
فهذا السيد المسيح نفسه يقول في إنجيل متى 10: 34-35 (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ فمَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا) وفي موضع آخر في الاصحاح الثانى عشر من أنجيل لوقا يقول السيد المسيح "جئت لألقي نارًا على الأرض..أتظنون أنى جئت لأعطى سلامًا على الأرض كلا أقول لكم بل انقسامًا "..
وهو الذي أوصى أتباعه بالسيف
دفاعا عن دينهم حين قال لهم (( الآن من له كيس فليأخذ ومن ليس له سيف فليبع ثوبه ويشتر سيفا)) في إنجيل لوقا 22: 36
وهنا لااريد القول ان المسيح دمويا بل اقول انه يعرف بانه لايمكن تغيير الواقع بالرومانسية والمشاعر الدافئة بل ان الحق يحتاج الى قوة تحميه وان الانقسام اي انقسام الناس الى فسطاطين هو امر طبيعي وسنة كونية
وتلك الثورة الفرنسية وشعاراتها التي يتغنى بها الجميع باعتبارها الثورة التي غيرت وجه التاريخ قد تم افتتاحها باعدام حاكم سجن الباستيل "بيرنارد دي لاوني"الذي قُطع رأسه وتم إحراقه في الميدان العام ومنذ ذلك اليوم تم تعليق آلاف الرؤوس على أَسنّة الرماح حيث قال دانتون عبارته الشهيرة (يجب ان نكون مُروّعين كي لايصبح الناس كذلك ) وتدحرجت الرؤوس فبين أيلول عام 1793 وآب من عام 1794 تم قطع أكثر من ستة عشر ألف رأس
فهل شوّه هذا العنف سمعة الثورة التي لازال الناس يتغنون بها باعتبارها الثورة التي غيرت وجه التاريخ؟ لقد أجمع كل المؤرخين على انه من دون ذلك العنف لا يمكن للأمة ان تتغلب على النظام القديم أو نيل الحرية حتى قيل ان الثورة الفرنسية هي نهر دم روى عطش أوروبا للحرية...!
كلفة الثورة الفرنسية
كلفت الثورة الفرنسية مليوني قتيل من عدد السكان الذي كان يبلغ نحو 27 مليون فرنسي آنذاك، وقد شهدت "فاندي" وحدها مذبحة يقدر عدد ضحاياها في هذه المذبحة وحدها من 100 إلى 600 ألف قتيل
اما نتائج ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا فكانت أن دفع مليونا فرد (2،000،000) من شعبها حياتهم، وحصدت الحرب الثورية أرواح 1،500،000 بما في ذلك ما لا يقل عن (1،000،000 )من جنود الجيش الأحمر بقيادة ليون تروتسكي وأكثر من( 500،000) من الجنود والمحافظين من الطرف الاخر
فيما قامت قوات الشيكا وحدها بتنفيذ ما يقدر بحوالي (250،000 )من الإعدام بلا محاكمة لأعداء الشعب كما كانوا يصفونهم بينما تم قتل او ترحيل (500000 )من القوزاق التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين بل وحتى الخيول انخفض عددها من 35 مليون في 1916الى 24000000 في نهاية الحرب..
اذا لم تضرب بيد من حديد
اما الحرب التي قادها أبراهام لينكولن لاعادة توحيد امريكا فقد اودت بحياة (1،030،000) من الضحايا (3 % من السكان في ذلك الوقت) بينهم حوالي (620،000 ) قتيل من الجنود ليتحرر بعد ذلك نحو (4000000) أربعة ملايين من العبيد
والتاريخ مليء بالشواهد التي تؤكد ان الثورات والشعوب تظل مهددة بفقدان كل مكتسباتها اذا لم تضرب بيد من حديد كل فلول النظام السابق كي لايجدوا في التسامح أرضا خصبة فيعيدوا تنظيم صفوفهم كما فعل الفرس يوم جمعوا كيدهم وأسسوا عصابة مسودة بني العباس لاسقاط الدولة الاموية
واكرر القول ان اي خطا ناتج سوء في التقدير سيقودنا الى التهلكة حيث لاينفع الندم والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه
الاشتباكات مازالت مستمرة بمحيط قرية حاويك مع فلول النظام البائد وعناصر من حزب الله من تجار المخدرات pic.twitter.com/OCfW1S4q9f
— زينو ياسر محاميد (@ZynwM79922) February 6, 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد