سجن مخفي ماتو من بداخله من الجوع والعطش
حلمتُ بالسجن الذي ابتلع أرواحهم…
رأيت نفسي أسير في ممرات ضيقة الجدران تتحدث بصمتها تروي قصص من ماتوا هنا ببطء كان المكان معتماً لكنه مليء بالآثار آثار أيدٍ نحيلة حاولت أن تترك رسائلها الأخيرة على الجدران لم يكن هناك صوت سوى الصمت الثقيل الذي يحمل بين طياته صرخات جائعة لم تجد من يسمعها
كل خطوة كنت أخطوها كانت تغوص بي في هاوية من الرعب نظرتُ إلى الزنازين وكانت هناك أجساد لم يمضِ على موتها سوى أيام بعضها كان مجرد عظام وجلود وبعضها الآخر بدا وكأنه لم يستسلم حتى اللحظة الأخيرة رأيتُ في العيون الجوفاء بقايا أمل كان يترقب نجدة لم تأتِ
وفي زاوية السجن رأيتُ ما جعلني أتجمد في مكاني كانوا قد نهشوا بعضهم البعض لم يكن ذلك جنوناً بل كان الموت وهو يفرض قوانينه الأخيرة على من رفض أن يستسلم تخيّلتهم جالسين هنا يتبادلون النظرات الأخيرة ثم يقررون أن الجوع أقسى من أي شيء آخر…
منذ ذلك اليوم لم أعد أرى البشر كما كانوا…
خرجتُ من هناك وأنا أشعر أني لم أعد أنتمي لهذا العالم كيف يمكن للبشر أن يتركوا إخوانهم يموتون بهذه الطريقة ؟ كيف يمكن للأرض أن تستمر في الدوران بعد كل هذه الفظائع ؟
استيقظتُ وأنا ألهث كان مجرد حلم لكنه لم يكن كأي حلم كان نافذة إلى جحيم كان هنا على هذه الأرض ولم يعلم به أحد
ومنذ ذلك اليوم لم أعد أرى البشر كما كانوا…وجدت سجن مخفي ماتو من بداخله من الجوع والعطش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد