أود أن أشارككم قصتي اللتي هي قصة كثيرين غيري
رسالة إلى ولاة الأمر في سوريا الحرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الثوار والأحرار في بلدي الحبيب سوريا بعد أن عشنا لحظات النصر وتحررنا من طاغية العصر بشار الأسد وبدأت حكومة جديدة بإدارة شؤون الوطن برزت أمامنا تحديات مجتمعية لا يمكن تجاهلها
أود أن أشارككم قصتي اللتي هي قصة كثيرين غيري ممن قدموا أرواحهم وأعمارهم في سبيل الثورة واليوم يجدون أنفسهم بلا عمل بلا مصدر رزق رغم قدرتهم على العطاء والعمل بكرامة
أنا واحد من هؤلاء مع انطلاق الثورة كنت رجلًا في الثامنة والثلاثين من عمري أملك مهنة ودخلًا جيدًا في مدينتي حلب وأتحمل مسؤولية أسرة لم أتردد لحظة في الانخراط في الثورة فعملت في مختلف المجالات مقاتلًا في "لواء حلب الشهباء" ثم ضمن مركز شرطة في حي الأنصاري بعد إصابتي وبعدها مسؤولًا على مستودعات في منظمة القلب الكبير وأميناً المساعدات الإنسانية حتى عندما اضطررنا إلى تدشيم الجبهات كنت في الميدان أعمل رغم المخاطر إيمانًا بالثورة وواجبنا تجاه الوطن
والآن أنا بلا عمل
وبعد التهجير من حلب لم أتوقف انتقلت إلى جرابلس وعملت ضمن الفرقة التاسعة قوات خاصة في الحراسة ضمن معبر جرابلس ثم في إدارة استراحة ومطعم المعبر أخدم أهلي السوريين العائدين إلى وطنهم استمر عملي بعد تسلم الشرطة العسكرية للمعبر
لكن اليوم وبعد أن استلمت الحكومة الجديدة الإدارة تم عزلي لأنني تجاوزت 52 عامًا ولأن شروط الجيش السوري الحر تضع حدًّا أقصى للانتساب عند 35 عامًا
والآن أنا بلا عمل
لست وحدي في هذا الوضع كثير من أبناء جيلي الذين ضحوا بكل شيء من أجل الثورة يجدون أنفسهم اليوم بلا فرصة عمل تحفظ كرامتهم لسنا عاجزين عن العمل لكننا نفتقد الفرصة لسنا من الذين يمدّون أيديهم طلبًا للمساعدة لكننا نطالب بحل يحفظ كرامتنا
رسالتي إلى ولاة الأمر وقيادة الحكومة الجديدة:
انظروا إلينا بعين العدل والإنصاف نحن ممن حملنا الثورة على أكتافنا واليوم نطالب فقط بحقنا في العمل في حياة كريمة إما أن توفروا لنا عملاً يتناسب مع أعمارنا وخبراتنا أو تجدوا لنا حلًّا سريعًا يضمن استمرار حياتنا بكرامة
نسأل الله أن يحفظ وطننا حرًا عزيزًا وأن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويحمي شعبنا من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ردحذف