رسالة إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع
رسالة إلى الرئيس أحمد الشرع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليك اليوم وأنا في قلب الألم والحزن العميق على ما يحدث في وطننا الغالي سوريا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتكبها جماعات تحت اسم الديمقراطية في تناقض صارخ مع المبادئ التي يُفترض أن تروج لها على مر الأشهر والسنوات الماضية، كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تعمل تحت ستار تحقيق العدالة والحرية ولكن ما يحدث على الأرض هو عكس ذلك تماماً إننا نشهد بأم أعيننا كيف تواصل هذه القوات ارتكاب الانتهاكات بحق الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه
إننا نشعر بالعجز أمام مشاهد القتل والتدمير التي ترتكبها هذه الميليشيات التي تتفاخر بأنها تقاتل من أجل الديمقراطيه ولكن في الواقع هي تقوم بتعذيب الأبرياء وتدمير البيوت وقتل المدنيين وتدمير نسيج المجتمع السوري الذي كان في يوم من الأيام نموذجاً للتعايش السلمي بين مختلف مكوناته لا تقتصر الجرائم التي ترتكبها قسد على القتل فقط بل هناك العديد من الانتهاكات الأخرى مثل الاختطاف والتعذيب والتهجير القسري وكل ذلك يحدث أمام أعين العالم بدون أي تحرك جدي من أجل محاسبة هؤلاء المجرمين
لقد عشنا ما يكفي من المعاناة ونحن الآن نطالبك يا رئيس أحمد الشارع بالوقوف أمام هذه الحقائق المريرة ووقف هذه الانتهاكات بأسرع وقت ممكن. الشعب السوري لا يمكن أن يبقى صامتاً بينما يموت أبناؤه ويُقتَلون بدم بارد تحت مسمى الديمقراطية إن هؤلاء الذين يرفعون شعار الحرية والديمقراطية لا يطبقونها في الواقع بل يواصلون استهداف الأبرياء بدون أي وازع من ضمير أو احترام للحقوق الإنسانية
نكتب لك اليوم من قلب الحزن
إننا نكتب لك اليوم من قلب الحزن وأنت في مكان مقدس في بيت الله الحرام مكة المكرمة إننا نريد أن نذكرك بأننا أمام الله خصمك وأنت الآن في أعظم بقاع الأرض حيث لا يمكن لأي إنسان أن يهرب من عدالة الله إنك اليوم أمام الله الذي سيحاسبك على كل فعل اقترفته يد على كل دم سُفك ظلماً على كل ظلم لحق بشعبك ونحن أبناء المنطقة الشرقية وأهل الجزيرة لا يمكن أن نغض الطرف عن هذه الانتهاكات إننا خصمك أمام الله ونحن نطالبك بأن تلتزم بمسؤوليتك تجاه الشعب السوري وأن تضع حداً لهذه الجرائم التي تُرتكب باسم الديمقراطية
لقد فشلت في تحقيق السلام والعدالة في سوريا ولم تُحرر الأرض من الظلم والقتل وبدلاً من ذلك أصبحت أكثر القوى المدمرة في بلادنا. إننا نريد أن نعيش في وطن حر يعم فيه السلام والعدالة ولكن لا يمكننا الاستمرار في الصمت بينما تُنتهك حقوق شعبنا يومياً على يد ميليشيات تدعي أنها تدافع عن الحرية
نأمل أن تجد في قلبك الرحمة لشعبك
أنت الآن في مكة المكرمة في أقدس مكان على وجه الأرض حيث يُحاسب الإنسان أمام الله على أفعاله نأمل أن تجد في قلبك الرحمة لشعبك وأن تُدرك أن حسابك أمام الله سيكون أشد من أي حساب دنيوي إننا لن ننسى ما يحدث ولن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا حتى تتحقق العدالة
نحن خصمك أمام الله ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في وطننا نأمل أن تعي مسؤوليتك وتوقف هذه الانتهاكات لا يمكن أن يستمر الظلم بعد الآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد