ان المثقفين هم أكثر الناس قدرة على الخيانة
سقوط النخب وزمن المثقف الأخير
رغم موقفي من الاخوان الذين استأجروا طائرة على حسابهم وذهبوا لمبايعة الخميني إماما للمسلمين ولكن هذا لايمنعني من القول ان القومجية وشبيحة المثقفين جعلوا من شماعة الخلاف مع الاخوان معبرا للالحاد والغلو في الحرب على الاسلام حتى تفوقوا على اهل الردة بالف سنة ضوئية
هؤلاء الادعياء من قطيع مايسمى بالنخب تركوا الجماهير تواجه مصيرها وحيدة وانحازوا للطغاة وكثير منهم مخبرين ثم يتباكون على ان الاسلاميين اخطتفوا الثورات العربية ان سفالة هؤلاء جعلتني اتنبأ منذ سنين بسقوطهم المدوي فكتبت سطورا بعنوان زمن المثقف الأخير
جاء فيه :
كلما قرأت معلقات شبيحة القلم الرخيص من قطيع المثقفين عن نظرية المؤامرة وهم يخوضون في دماء الشهداء ويزايدون على فجيعة الفقراء فاني استذكر الفيلسوف "جان پول سارتر"الذي إنضم إلى المتظاهرين يرمي الشرطة بالحجارة إبان الاضطرابات الطلابية والعمالية التي اجتاحت فرنسا في أيار 1968 ...!!
معلقات شبيحة القلم الرخيص
▪️و دوستويفسكي الذي أصدرت السلطة قراراً باعدامه رمياً بالرصاص وكادت طلقات الحرس أن تمزّق رأسه وجسده لولا قرار سريع ومفاجئ بتبديل الحكم بالنفي لسهوب سيبيريا الجليدية القاحلة عبر مسيرة حاشدة بالآلام وليعمل هناك مع جموع من السجناء من ذوي الأحكام القاسية الثقيلة ومع العبيد لسنوات في أعمال السخرة من الحفر ونقل الحجارة ورصف الطرق بلقيمات تكاد تسد وتسكت غائلة الجوع..
الكاتب الكبير الغامض صاحب الجريمة والعقاب والأخوة كرامازوف كان يريد ويسعى ويحلم بإصلاح المجتمع فقهروه بليالي سيبيريا المضيئة بالثلج لإصلاح ما رأوه أعوجاجاً فيه فتحمل ما تحمل بصبر نبيّ وإرادة سحرية عنيدة ومع مشاهد الموت وقد بدت له مألوفة في هذا المكان.. وكانت النتيجة ثمرات كاوية موجعة من الوصف الإنساني.. أهداها لتتملاها البشرية المقبلة في كل أرض الدنيا...
▪️وهذا غوركي عمل حمالاً وحارساً وكادحاً في حصاد القمح كل ذلك تحمله، ولكن ما لن ينساه سنيّ أكتوائه فرّاناً في وهج النار ولساعات طويلة غوركي كان يشعر أبداً وكأنه هو المسؤول عما يقع للآخرين من ظلم فيسعى لدفع الظلم ولو احتجاجاً وإدانة وكتابة...
أما عندنا فقد تحول أدعياء الثقافة الى مجرد صفـّاقة من المنافقين لم أجد لهم وصفا إلاّ ماقاله الفيلسوف الفرنسي "ايف شارل زاركا " في كتابه الذي حمل عنوان عزل المثقفين :
انهم مثل المومس العمياء
▪️بعد ان فقد الثوريون سلطتهم الاخلاقية لم يعد المثقف الثوري الآن سوى بهلوان يحافظ على وجوده في وسائل الإعلام في عداد الباحثين عن الاستعراض كالممثلين والراقصين وغيرهم وأن مثل هذا المنطق من البحث عن النجومية حوّل الثوريين إلى دمى صغيرة في مسرح العرائس ..
نعم انهم مثل المومس العمياء التي امتد بها العمر ففقدت بصرها بعد أن فقدت الحياء في وصف يعبر عن مشهد العري الأخلاقي
المومس العمياء إحدى أطول قصائد الشاعر بدر شاكر السياب كتبها عام 1954 وهي تعرض قصة مومس امتد بها العمر فأصبحت عمياء غير مرغوب فيها - تعرض مشاهد من البؤس البشري والعري الأخلاقي ..
صدق لينين يوم قال :
ان المثقفين هم أكثر الناس قدرة على الخيانة،لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد