جلب النقد من روسيا تظهر ملامح كارثة غير معلنة
هل يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد خراب البصرة؟
د. عبد الرحمن الجاموس ✍️
وأخيراً وبعد سنوات من النهب المنظم وسياسات العبث التي أفرغت الخزائن ودمرت ركائز الاقتصاد خرجت الحقائق من الظل إلى العلن بعد كل هذا الغموض غير المفهوم من المصرف المركزي حول حجم الكتلة النقدية وحجم الطباعات السابقة حيث جاء اعتراف المصرف المركزي بجلب كميات من النقد من روسيا
ليكشف المستور ولتظهر أمامنا ملامح كارثة غير معلنة حيث يبدو أن الكتلة النقدية خرجت عن السيطرة والخزائن باتت خاوية بسبب النهب والتهريب المنظم والليرة تحولت / ستتحول إلى أداة حرب اقتصادية في أيدي الناهبين والمضاربين
نحن في وضع لا يمكن ترقيعه فقد اتّسع الفتق على الرّاتق وبتقديري إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد انهيار بل هو تدمير ممنهج حيث امتزج النهب بالمضاربه وتداخل الفساد مع الهدم المنظم فهناك من يقول أنه قد تم نهب كميات هائلة من الليرة وتهريب كميات اخرى منها خارج الحدود عبر عمليات نهب محمية
تمويل عمليات اقتصاد الظل الأسود
عمليات النهب للاموال تهدف لتحويلها لاحقاً إلى سلاح يستخدم لإشعال أزمات نقدية عبر شن موجات مضاربة شرسة تستهدف الليرة لاحقاً أما الجزء الآخر من الأموال المنهوبة يبدو انه سرق منذ زمن لتمويل عمليات اقتصاد الظل الأسود بعيداً عن أعين الرقابة وقد يكون عبر طباعة غير رسمية جرت في الخفاء ولا أحد يعلم حجم الأموال التي طُبعت دون سجلات ولا أين ذهبت
الحل الحتمي
لن ينقذ الاقتصاد المتهالك من هذا المستنقع سوى صدمة اقتصادية جذرية تعيد ضبط المشهد بالكامل والحل يكمن في طباعة عملة جديدة وإصدارها فوراً وبإجراءات صارمة ومباغتة واستبدال العملة القديمة خلال مهلة زمنية لا تتجاوز عشرة أيام مع إعلان انتهاء صلاحية العملة القديمة قانونياً فور انتهاء هذه المهلة وفرض آلية استبدال صارمة لكشف المال الفاسد والمال المنهوب وتعريته
إن تغيير العملة ليس مجرد استبدال ورقي بل هو معركة مصيرية لتدمير اقتصاد الظل وتجريد الناهبين والمضاربين من أدواتهم القذرة ولن ينجح هذا الإجراء إلا إذا ترافق مع خطوات حازمة وتطبيق مبدأ من أين لك هذا ؟ على كل من يحمل مبالغ ضخمة من العملة القديمة ويرغب/مجبر على استبدالها قبل انتهاء صلاحيتها
(ينبغي تحديد الحد الأعلى الذي يستوجب المساءلة) ومصادرة الأموال التي لا يستطيع أصحابها إثبات شرعية مصدرها وإحالة المخالفين إلى القضاء بتهمة نهب المال العام وغسيل الأموال
لماذا هذه الخطوة مصيرية؟
لأنها ستوجه ضربة قاصمة لكل من استفاد من تدمير الاقتصاد عبر شلّ أدوات الناهبين والمضاربين الذين راكموا المليارات بانتظار استخدامها لضرب سعر الصرف، وبالتالي استئصال السرطان الاقتصادي
وبهذه الطريقة وفور انتهاء المهلة ستتحول أموال الناهبين والفاسدين إلى مجرد أوراق بلا قيمة فضلاً عن انها ستقضي على اقتصاد الظل الذي ازدهر/سيزدهر عبر المال المسروق/الفاسد غير الخاضع للرقابة مما يجعل المصرف المركزي المتحكم الوحيد في الكتلة النقدية والمعروض النقدي وكذلك كبح التضخم الجامح عبر تقليص الكتلة النقدية غير المشروعة وكشف الفاسدين وبالتالي ستنهار شبكات الفساد التي بنت ثرواتها على حساب الشعب
ملاحظة اخيرة : كل دقيقة تأخير تعني مهلة ممنوحة للناهبين لتبييض الاموال المنهوبة عبر تبديلها بالدولار المعروض على بسطات الصرافة المنفلتة في الحارات
شكرا 🌹 اخي زينو
ردحذف