آخر المواضيع

    الثلاثاء، 25 فبراير 2025

    حقيقة الصراع مع المشروع الإيراني بين المصالح والمبادئ

    حقيقة الصراع مع المشروع الإيراني بين المصالح والمبادئ

    حقيقة الصراع مع المشروع الإيراني بين المصالح والمبادئ

    المشروع الإيراني بين المصالح والمبادئ


    في خضم الأحداث المتسارعة في العالم العربي، يبقى الخلاف حول الموقف من إيران وحلفائها وخاصة حزب الله أحد أكثر القضايا حساسية. وقد أثارت تصريحات بعض الشخصيات الإسلامية حول حسن نصر الله ووصفه بـ"شهيد الأمة" جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض أن هذا الوصف لا يتناسب مع تاريخه الحافل بالجرائم ضد المسلمين، خصوصًا في سوريا والعراق 


    إيران والمشروع الطائفي في المنطقة


    منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، رفعت طهران شعار "تحرير القدس"، لكن واقع سياستها يظهر أنها لم تخض أي حرب حقيقية ضد إسرائيل، بل كانت معاركها في العراق وسوريا واليمن ولبنان حيث سعت إلى ترسيخ نفوذها على حساب أهل السنة. لقد استغل النظام الإيراني الصراعات الداخلية في الدول العربية لنشر مشروعه الطائفي، وكانت الميليشيات التابعة له أدوات لتنفيذ هذه الأجندة، كما حصل في العراق بعد سقوط بغداد، وكما حدث في سوريا حيث ارتكب حزب الله والميليشيات الإيرانية مجازر مروعة


    حزب الله : من المقاومة إلى الأداة الطائفية


    كان حزب الله في بداياته يقدم نفسه كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكنه تحول لاحقًا إلى ذراع عسكرية لخدمة المصالح الإيرانية، متورطًا في الحروب الداخلية ومساندًا للنظام السوري ضد شعبه. لقد أظهرت مواقف الحزب أن تحالفه مع إيران يتجاوز قضية فلسطين ليصبح أداة لنشر النفوذ الفارسي في المنطقة.  


    ومن المفارقات أن بعض الحركات الإسلامية التي عانت من اضطهاد إيران وحزب الله، لا تزال تحاول تبرير العلاقة معهما تحت شعار "المصلحة"، رغم أن هذه المصلحة كانت في كثير من الأحيان سببًا في تدميرها وإضعافها، كما حصل مع الإخوان المسلمين في العراق بعد تحالف بعض قياداتهم مع القوى المدعومة من إيران، ما أدى إلى تهميشهم واستهدافهم.  


    المصلحة أم المبادئ؟ 


    يرى البعض أن السياسة تقوم على المصالح، وأنه لا بد أحيانًا من التعامل مع أطراف مختلفة لتحقيق أهداف محددة، لكن المشكلة الكبرى تكمن في أن بعض هذه التحالفات تؤدي إلى خيانة المبادئ والثوابت الإسلامية. لقد أجمع العلماء على أن الضرورات تقدر بقدرها، وأنه لا يجوز تبرير كل شيء بالمصلحة إذا كان ذلك يعني التنازل عن العقيدة.  


    إن التغاضي عن جرائم حسن نصر الله ومنحه ألقابًا دينية ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو تلاعب بمفهوم الشهادة والولاء والبراء ما قد يؤدي إلى تضليل العامة ودفعهم إلى تأييد شخصيات وتنظيمات لا تعمل في مصلحة الأمة الإسلامية بل تخدم أجندات معادية لها


    الخلل الفكري في الحركات الإسلامية


    منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، كانت هناك محاولات للتقريب بين السنة والشيعة لكن هذه المحاولات لم تكن قائمة على أسس واضحة، بل تجاهلت الاختلافات العقائدية الجوهرية. وقد حذر العلماء من خطر المد الشيعي، لكن بعض قيادات الإخوان لم تستوعب هذه التحذيرات، وظلت تنظر إلى إيران وحزب الله كشركاء محتملين، رغم كل ما حدث من خيانات وتجاوزات 


    واليوم، ومع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، بات واضحًا أن المشكلة ليست فقط في المواقف السياسية، بل في وجود خلل عقدي لدى بعض التيارات الإسلامية التي لم تضع حدودًا واضحة بين المبادئ والتكتيكات السياسية.  


    الخاتمة : الحاجة إلى وضوح الرؤية


    إن ما يحدث اليوم هو نتيجة لسنوات من التخبط وعدم وضوح الرؤية لدى بعض الحركات الإسلامية، التي لم تضع خطوطًا حمراء في تعاملها مع المشاريع الطائفية. إن قضية فلسطين ليست مبررًا للتحالف مع من يقتل المسلمين في سوريا والعراق واليمن والمصلحة لا يمكن أن تكون سببًا للتنازل عن الثوابت الدينية.  


    إن الإصلاح يبدأ من تصحيح المفاهيم، ووضع معايير واضحة للعلاقات السياسية، بحيث تكون قائمة على المبادئ وليس على المصالح الضيقة. ولا شك أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى قادة يدركون خطورة المشروع الإيراني، ويعملون على مواجهته بوعي وإخلاص، بعيدًا عن الشعارات الفارغة والتحالفات المضلله


    هناك تعليق واحد:

    1. برأيك مسلم شيعي ام يهودي ؟؟ رغم بشاعة وسوء الاحتمالين؟؟


      ردحذف

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد