سوريا المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد
سوريا المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد
يتوهم كل من يعتقد ان مايحصل في سوريا هو مجرد حدث داخلي محض ينتهي بسقوط نظام واستبداله بحكم جديد ويسدل الستار باستتباب الأمر للحكم الجديد
كلا ان الأمر ليس كذلك ولن يكون لأن القضية السورية ليست شأنا داخليا ولكنها صورة مصغرة لكل الصراعات والأجندات بكل ماتحمله من معاني ودلالات لأن سوريا ستكون ميدانا وصورة مصغرة لكل صراعات العالم والاقليم الجغرافية والتاريخية والدينية والعرقية والاقتصادية والجيوسياسية
ان الزلزال السوري جعل الأنظمة العربية تستعيد كابوس الربيع العربي الذي تصورت انه انتهى عبر موجات الثورة المضادة فجاء الانتصار السوري ليجعلها تكتشف ان النار لازالت تحت الرماد فيعيد للاذهان الارتدادات المحتملة لهذا التسونامي على الاوضاع في مصر لو الاردن ودول اخرى
فنصر الشام سيهدد بنقل المعركة الى اسوار كربلاء
الحدث السوري كشف الغطاء عن صراع عمره الف عام بين الاسلام والمسيحية والحدث السوري سيعيد للواجعة التنافس التاريخي بين روسيا الارثوذكسية وفرنسا الكاثوليكية فكلا الطرفين لازالوا يعتبران انفسهما امتدادا لتاريخ التنافس في اواخر ايام الدولة العثمانية بين الارثوذكسية القيصرية وفرنسا الكاثوليكية
في الشام صراع تاريخي بين الترك والعرب وتنافس جيوسياسي بين تركيا والسعودية ومصر وفي سوريا صراع تاريخي بين الفرس والعرب
الزلزال السوري أعاد للاذهان صورة الصراع التاريخي بين دمشق والكوفة بين معاوية وعلي وبين العباسيين والامويين فخلال التاريخ لايمكن للشام والعراق ان تتكامل بمعنى ان صعود دمشق بنو امية سيؤدي حتما الى اضمحلال بنو العباس في بغداد ومن هنا وجدنا ردة فعل شيعة العراق يوم انتصرت ثورة الشام فنصر الشام سيهدد بنقل المعركة على لاسوار كربلاء
في سوريا صراع القوميات
ثورة الشام اعادت للاذهان تاريخ الصراع بين الفرس والروم عبر دويلة المناذرة ودويلة الغساسنة وصراع الترك والفرس السلاجقة والبويهيين
في سوريا صراع النفط وغاز المتوسط وصراع فرنسا مع تركيا وتعتبر سوريا ميدانا لتصفية الحسابات في الصراع الاوربي الروسي الذي امتد عشرات السنين وفي سوريا مربط الفرس في الصراع العربي الاسرائيلي ومايعنيه ذلك من تحالفات قديمة متجددة بين اسرائيل والدروز والاكراد
في سوريا صراع القوميات وخصوصا الكرد فنجاح الكرد في انتزاع مساحة من الارض السورية لايمثل اعتداءا على السوريين ولكنه سيكون مقدمة لانفصال اكراد تركيا وتقسيم الاناضول وفي سوريا صراع الاقليات الدينية الذي لم يهدا طيلة الف عام
وفي سوريا صراع اسلامي
وفي سوريا صراع اسلامي سني سني كان يختبئ منذ عشرات السنين يعيدنا الى ايام المرحوم ابن تيمية يوم قضى حياته ضحية لمؤامرات الاجنحة الاخرى من صوفية واشاعرة ومواجهاته مع الشيعة والقدرية والجهمية
والمعارك التي كان يديرها ضد انحرافات الصوفية الذين ضاقوا ذرعا بفتاويه التي تناقض الكثير من أنحرافاتهم كالتبرك بالأضرحة وزيارة القبور والاستغاثة بالأموات وكتب في ذلك كتاب التصوف والسلوك وعددا من الرسائل المهمة كرسالة التوسل فكان الصوفية يؤلبون عليه الحكام ونوابهم في مصر والشام
كما فعلوا بعد خروجه من سجنه في قلعة الإسكندرية وطلب الناصر بن قلاوون منه البقاء للتدريس في القاهرة لكن تأليب الصوفية والفقهاء معهم انتهت إلى منعه مرارا من الدرس والتعليم والاختلاط بالناس، بل وعودته إلى السجن لفترات عدة بلغت سبع مرات كانت أولها سنة 693 هـ (1293م)
صفحة واحدة ستتبعها صفحات
ففي سوريا اليوم صراع هوية يشترك فيه الخط السلفي والخط الصوفي والاشعري والاخوانجي وفي سوريا صراع على الهوية بين تيار تغريبي وتيار شامي محافظ
ماحصل في سوريا سيعيد صراع عمره مئات السنين مع الدروز واقرانهم العلويين حيث كان الطرفان عبر كل تاريخهم مصدر فتنة ونذالة وتآمر وغدر وخياتة وسفالة
ماحصل في سوريا سيلقي بظلاله حتما وبشكل مباشر على الاردن ولبنان والعراق عاجلا او آجلا
وأخيرا اقول ان الذي جرى لحد الآن هو صفحة واحدة ستتبعها صفحات وكل الأطراف تعد العدة لخوض معركتها القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد