تحالف بندقية السلطة وفوهة اقلام شبيحة المثقفين
وهل كان لفرعون ان يستعبد أمة عظيمة لولا السحرة
تلك هي القاعدة الذهبية لكل زمان ومكان والوصفة التي يستعين بها الحكام عبر كل العصور ففي بلاد العرب يشترك قطيع شبيحة المققفين مع الحكام في استباحة دماء الشعوب فلا يغرنكم نبـاح الشبيحة بموشحات الثقافة والتقدمية والديمقراطية لان الشبيحة من ادعياء الثقافة والحاكم يحملان نفس النظرة الدونية للشعوب
فالحاكم يعتبر نفسه الوصي على الامة لانها غير ناضجة وبالتالي لابد من من وجود حارس امين يحفظ الارث من عبث اخوته الصغار ويسمح لنفسه ان يمارس القوة ليحمي الامة القاصرة من شرور نفسها
والمثقف الطفيلي يعيش جواً من الهلوسة التي تجعله ينظر الى نفسه باعتباره النخبة الطليعية وانه نبي زمانه يواجه امة متخلفة لاتمتلك الوعي وبالتالي فانه الوحيد الذي يحتكر العقل وادوات المعرفة باعتباره نصف إلـٰه على الارض يعيش غرببا في وسط مجتمع جاهل ظلامي متخلف
نجحت الحكومات في تعزيز سلطانها من خلال توظيف المثقفين
وهكذا يشترك الطرفان في مهادنة بعضهما وفي النظرة الدونية الى الامة باعتبار ان حركة وتطلعات الشعب ماهي سوى محاولات عبثية يقوم بها مراهقين صغار بدفع وتمويل من قوى خارجية وبذلك فان الحاكم يمارس دور الإلـٰه بٓعَل إلـٰه المطر في الاساطير الاوغاريتية حين يصارع إلٰه العالم السفلي المدعو الاله ( موت) الذي يمثل الموت والجفاف والدمار والفوضى
واتذكر هنا حديث جون كيري الذي اصبح وزيرا الخارجية الامريكية في عهد اوباما حين كان يقول اينما ذهب ان بشار الاسد مسكين يقود شعباً متأخراً كالشعب السوري وكان يردد في مجالسه ما قاله له بشار عندما زاره مع زوجته تيريزا بدمشق في 2009 (قالت لي أمي أنيسة أنها كانت تذهب إلى الجامع الأموي في صغرها من دون حجاب تصور التأخر الذي نحن عليه اليوم ..؟)
وقد نجحت الحكومات في تعزيز سلطانها من خلال توظيف المثقفين لتنفيذ اهدافها فهي لا تطلب منهم ان يتبوأوا مراكز قيادية بل ان يعززوا سياسات الحكومة ويطلقوا الدعاية ضد الخصوم الرسميين وان يقوموا باطلاق عبارات لطيفة على اشياء بغيضةوعلى نحو اوسع ان يقوموا بانشاء منظومة لغوية تعمل على حجب حقيقة ما يحدث باسم الحفاظ على مصلحة الحكومات
اضفاء صفة القدسية على الحاكم
تحت عناوين القدس وفلسطين والماسونية والامبريالية والرجعية والمؤامرة الصهيونية والوطنية والديمقراطية والقانون والكرامة القومية ولايختلف هذا كثيرا عن شبيحة بعد التحرير اللتي اخذت تطلق التهم ايضا لكل ناقد لسير عمل السلطه الجديده ودابت على البحث عن مصطلحات جديدة لتضفيها ايضا على المصطلحات القديمه وتوظيفها في خدمة السلطة
وقد عمل هؤلاء الاراذل على اضفاء صفة القدسية على الحاكم حتى جعلوه اقرب الى تمثيل دور الاله "جانوس" عند الرومان الذي كان يحضى بقدسية خاصة واستثنائية لكسبِ الحروبِ ضد العدو الخارجي ونتيجة لفضائله فان من حقه معاقبة اي مواطن تسول له نفسه الخروج على اوامره باعتبار ان ذلك الفعل يعرض وجود روما للخطر وهكذا عند هؤلاء القطيع فان الخروج على الحاكم انما هو مؤامرة تعرض الامة للخطر والوطن للتقسيم
يحاول البعض عن غير قصد ان يعطي لسفهاء الحكام وصف دكتاتوريين وهذا غلط وخطا فهؤلاء مخانيث وليسوا دكتاتوريين فياليتهم كانوا دكتاتوريين مثل شجاعة ستالين او هتلر لان الدكتاتور يكون شجاع ويمتلك هيبة ورجولة اما هؤلاء مجرد مخانيث فليس صحيحا ان يتم وصف هؤلاء الحريم بعبارة الدكتاتوريين لانهم مجرد عارات جاءت بهم الصدفة
وصول تعزيزات الامن العام إلى الساحل pic.twitter.com/VPqVTIRQMJ
— زينو ياسر محاميد (@ZynwM79922) January 24, 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد