آخر المواضيع

    الاثنين، 6 يناير 2025

    من أجل النهوض بالعملية التعليمية

     من أجل النهوض بالعملية التعليمية 

    من أجل النهوض بالعملية التعليمية

    المناهج التربوية والاصلاح التعليمي :


    الأستاذ الدكتور ابراهيم جبور  مخبر جبور للتحاليل الطبية : اللاذقية - الشيخضاهر - سوق الصفن -📞 2568921 )



    سمحت لنفسي أن أتدخل في هكذا موضوع هام جداً لكوني أستاذ جامعي وأكاديمي تربوي منذ أكثر من خمسين عاماً مما كون عندي خبرة كبيرة في هذا المجال من جهة ولكوني متابع لطرائق التدريس والمناهج التعليمية العالمية من جهة أحرى


    أولاً : أقول صراحة أن التعليم في بلدنا سوريا تراجع كثيراً في جميع مراحله بلا إستثناء 


    ثانياً ؛ ما زالت طرائق التدريس هي نفسها - نفسها القائمة على التلقين والحفط دون الفهم 


    ثالثاً : ما زالت الكتب المدرسية في جميع المراحل كلاسيكية مليئة بمعلومات حشو لا ضرورة لها ابداً ومرهقة للتلميذ والطالب دون أية فائدة تذكر 


    عقبات اخرى يجب تذليلها

     

    رابعاً ؛ الإمتحانات بشكل عام تعتمد على الحفط  ونتائجها لا تعبر كثيراً عن مستوى التلميذ أو الطالب 


    خامساً : امتحانات الشهادتين الاعدادية ( بروفيه ) والثانوية  (بكالوريا) مرعبة للطالب والأهل على حد سواء وايضاً لا تعبر عن التحصيل التعليمي للطالب في أغلب الأحيان لأسباب عديدة وعلى رأسها الغش الامتحاني والفساد . وهنا أشدد على ضرورة ضبط الامتحانات والمراكز الامتحانية بتعيين مدراء مراكز ومراقبين مشهود لهم بنزاهتهم ، وانزال أشد العقوبات بالمخالفين من الطلاب والمراقبين ومدراء المراكز على حدٍ سواء 

     

    سادساً : أجور القائمين على التعليم في جميع مراحله لا تتناسب أبداً مع تكاليف الحياة لدرجة تجبر المعلم أو المدرس وحتى الأستاذ الجامعي لأن يفتش عن عمل آخر مما يبعده إلى حد كبير عن مهمته الأساسية مما أدى إلى تراجع التعليم وأعتقد أن جميع المسوولين المهتمين بالتعليم يعرفون ذلك 


    من أجل هذا وذاك لا بد من وضع خطة عامة للإصلاح تأخذ بعين الاعتبار جميع هذه البنود التي ذكرتها بالاضافة إلى أمور أخرى ينظر فيها المختصون

     

    والآن بعد هذه المقدمة أقدم وبكل تواضع ومحبة عدة اقتراحات للنهوض بالعملية التعليمية 


    - تشكيل لجان تربوية وتخصصية تضم مختصين بعلم النفس العام والطبي وعلم الاجتماع والمناهج وطرائق التدريس لوضع خطة خمسينية لاصلاح ما تهدم والنهوض بالعملية التعليمية في جميع مراحلها 


    - إلغاء مادة التربية الدينية واستبدالها بمادة التربية الأخلاقية والثقافية والانضباطية واحترام القوانين والأنظمة المعمول بها وخاصة في دور الحضانة ورياض الأطفال والمرحلة الابتدائية لأن ما يتعلمه الطفل في هذا السن ينطبع في ذهنه ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وتجعل منه اما انساناً صالحاً ،محباً ،منضبطاً محترماً للقوانين والأنظمة المعمول بها ومحباً لوطنه أو العكس من ذلك

     

    - ادخال مادة التربية الجنسية بما يتناسب مع عمر الطفل والتلميذ لتثقيفه جنسياً وحمايته من الأمراض الجنسية بدلا من يكتسب هذه الثقافة من المواقع الاباحية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لايمكن الغاؤها أو الحد منها ولاسيما أن الموبايلات أصبحت موجودة حتى ببن أيادي الأطفال الصغار


    عدة خطوات اخرى للنهوض بالعملية التعليميه


    - ادخال مادة التربية المرورية لجهل أغلبنا بأنظمة نظام السير فلا المشاة يعبرون من خلال ممرات المشاة ولا السيارات تقف عند هذه الممرات . ايضاً الانفاق تحولت إلى اصطبلات أو مراحيض والجسور لا أحد يمر فوقها . وكل هذا يعود الى عدم احترام نظام السير من جهة وإلى عدم جدية رجال شرطة المرور بتطبيق نطام السير لأسباب يعرفها الجميع . 


    - الاهتمام بالعلوم الانسانية ( التاريخ ، الثقافة ، الفلسفة ، علم الاجتماع ، الموسيقى ، الرسم ، الأدب ، الفنون والرياضة …. الخ ) لما لها من دور أساسي في صقل النفس وتهذيبها . وأوكد لكم أن المجتمعات المتقدمة والحضارية تهتم كثيراً بهذه العلوم لا بل تعطيها الأولوية ؛ 


    - تغيير طرائق التدريس من التلقين والحفط إلى الفهم والاستنتاج 


    - بالنسبة للفرع العلمي : أقترح تشعيب البكالوريا بعد الصف العاشر إلى شعبتين : رياضيات - فيزياء ، وعلوم - كيمياء . فالطالب الذي يرغب بدخول العلوم البيولوجية ( طب ، صيدلة ، علم الحياة ، زراعة ، طب بيطري ، علوم صحية ، تمريض ) لماذا نرهقه بالرياضيات والفيزياء المعمقة حيث لن يحتاجها في دراسته لهذه الفروع إلا قليلاً ، انما يتم التركيز علئ علوم الحياة والكيمياء مع فكرة جيدة عن الرياضيات والفيزياء لكن دون التعمق فيها ( علماً بأن الرياضيات والفيزياء والفلسفة هي أم العلوم ) . والشيئ نفسه بالنسبة للطالب الذي يرغب في دراسة الهندسة بأنواعها المختلفة والرياضيات والفيزياء ( هنا يتم التركيز على الرياضيات والفيزياء ) مع المرور بشكل مختصر على بقية المواد الأخرى


    اعادة ترتيب الاولويات


    - أعادة النظر في جميع الكتب المدرسية لما فيها من معلومات حشو لايحتاجها الطالب لا بل ترهقه . فعلى سبيل المثال لا الحصر كتاب علم الحياة بكالوريا ( فقرة الجملة العصبية مثلاً : لماذا كل هذا التفصيل والتعقيد لدرجة يصعب حتى على طبيب العصبية فهمها ) ، وقس على ذلك بقية الفقرات . والشيئ نفسه في كتب الفيزياء والكيمياء والرياضيات ….. الخ 


    لذلك أقترح إعادة النظر في هذه الكتب وتبسيطها والإقتصار فقط على المعلومات الأساسية والضرورية للطالب في هذه المرحلة ، وهذا لم يتم إلاً بتشكل لجان تربوية وعلمية متخصصة وعندها خبرة في التأليف والترجمة . وعلينا هنا أن نستفيد من خبرات الدول التي سبقتنا في هذا المحال 


     - إعادة الروح إلى المدرسة والاهتمام بها لتعود كما كانت أيامنا والحد من ظاهرة المعاهد التعليمية التي حلت محل المدارس وأغلبها معاهد تجاربة همها الأول والأخير الربح المادي . وحسب قول أغلب الأهالي أن طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية لا يدامون في المدرسة ابداً وفي أغلب الأحيان بتشجيع من مدرسيهم لاعطائهم ساعات خصوصية حيث يتجاوز أحياناً اجرة الساعة الخصوصية 30000 ل س 


    التعليم هو اساس نهضة الامم



    اضافة إلى ذلك يتفق أهل الطلاب غالباً مع مدير المدرسة لقاء مبلغ معين من المال من أجل إعطاء وثيقة دوام مدرسية تسمح للطالب بالتقدم بشكل نظامي للامتحان للتغطية على عدم دوام الطلاب في المدرسة ( فتصوروا إلى أين وصل الفساد في نظامنا التعليمي )

     

     - إعادة النظر في طريقة القبول الجامعي : في أغلب دول العالم يعتمد القبول بالجامعة على عاملين هما : محصلة علامات الطالب في المرحلة الثانوية وعلامة الطالب في الامتحان النهائي ( علامة امتحان البكالوريا ) بنسبة خمسين - خمسين . هذا يخفف من رعب امتحان البكالوريا للأهل والطلاب وما يصاحبه من فساد وغش امتحاني من جهة ويأخذ بالحسبان نشاط الطالب خلال المرحلة الثانوية من جهة أخرى 


     - إلغاء السنة التحضيرية لطلاب الطب والصيدلة وطب الأسنان وإذا لا فلتكن محلية وليست مركزية ، لأنه بمركزيتها أصبحت بكالوريا ثانية . إضافة لذلك أغلب طلاب السنة التحضيرية لا يحضرون المحاضرات النظرية في الجامعة ، انما فقط الجلسات العملية . ونتيجة لذلك قامت معاهد تعليمية ضمن الجامعة أوخارجها يذهب إليها الطلاب لحضور المحاضرات بدلاً من الجامعة وبأقساط مرتفعة ومن يدرس فيها أقول لا أعرف . وهل هم أكفاء أم لا ؟ أقول أيضاً لا أعرف . لهذا قلت أن السنة التحضيرية أصبحت بكالوريا ثانية 


    النهوض بالتعليم مسؤلية الجميع


     - أتساءل - وأريد جواباً مقنعاً - لماذا توجد سنة تحضيرية في الجامعات الحكومية ولا توجد سنة تحضيرية في الجامعات الخاصة . لماذا هذا التمييز ومن المستفيد ؟ 


     - أخذ الحيطة والحذر عند وضع أسئلة الامتحان : يجب أن تكون الأسئلة متعددة ، متنوعة ، شاملة ومتدرجة في صعوبتها للتمييز بين قدرات الطلاب . ايضاً يجب الانتباه عند وضع سلالم للتصحيح بحيث تمنع إعطاء العلامة كاملة للطالب لأنه لاتوجد دولة في العالم تمنح العلامة الكلامة إلا في سوريا . طيب لو اقتنعت أن الطالب أخذ العلامة كاملة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء فهل يعقل أن يأخذ العلامة الكاملة في مادة العربي أو الثقافة أو بقية المواد الحفظية . اذاً هناك خلل وقلة دقة في التصحيح وأيضاً خلل في وضع الأسئلة 


    أخيرا من أجل النهوض بالعملية التعليمية وإعطاء المدرسة والجامعة دورهما في ذلك أعود وأقترح تشكيل لجان تربوية اختصاصية ذوات خبرة تعليمية وأكاديمية . وانا مستعد لأن اكون عضواً فيها دون اي مقابل خدمة لوحه الله والوطن الغالي على قلوبنا جميعاً . وكما يقول المثل : أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي . وآسف للاطالة ، لكن كان لا بد منها نظراً لأهمية هذا الموضوع وأتمنى أن أكون قد وفقت بذلك وشكراً ودمتم جميعاً بخير . 


    الأستاذ الدكتور ابراهيم جبور ( مخبر جبور للتحاليل الطبية : اللاذقية - الشيخضاهر - سوق الصفن -📞 2568921 )



    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد