هل سيتم طرد ميليشيات قسد وانهاء مشروعها الإنفصالي
سوريا الان محط اهتمام دولي واسع
تعد الأحداث السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط محط اهتمام دولي واسع خصوصاً في ظل إسقاط نظام الأسد، وتداخل المصالح الاستراتيجية بين القوى الكبرى. في هذا السياق، تبرز قضية ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كواحدة من القضايا الشائكة التي تثير الكثير من الجدل والتحليل.
حيث تمثل قسد، التي تشكلت بعد اندلاع الثورة السورية، جزءًا من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مما منحها دعماً عسكرياً وسياسياً من دول كبرى منها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك، تظل مسألة وجودها وتأثيرها على الاستقرار في سوريا موضوعًا للنقاش والتحليل.
ظهرت قسد كفصيل عسكري أساسي في الصراع السوري، حيث نجحت في تحقيق انتصارات مهمة ضد تنظيم داعش في مناطق كالرقّة ومنبج. تتكون قسد أساسًا من وحدات حماية الشعب الكردية، وتعتبر نفسها حامية للأقليات العرقية والطائفية في المنطقة. على الرغم من ذلك، فإن الحكومة السورية الجديدة ومعظم الدول الإقليمية تعتبر قسد مجموعة انفصالية تسعى للاستقلال والإنفصال عن سوريا، وهو ما يتعارض مع النزعة الوطنية السورية والدول الإقليمية في المنطقة
عوامل وجود قسد وثباتها حتى الان
تأثرت قسد في وجودها بالعديد من العوامل الإقليمية والدولية، فقد وفرت لها الولايات المتحدة الدعم العسكري واللوجستي في معركتها ضد داعش، إلا أن هذا الدعم لم يكن خاليًا من المخاطر. فالإدارة الأمريكية تسعى لتقليص وجودها العسكري في المنطقة،
مما يثير تساؤلات حول مستقبل قسد. في هذا السياق، يمكن أن تتغير الديناميكيات سريعًا، خصوصًا مع إسقاط نظام الأسد وعودة العلاقات الدولية مع الإدارة الجديدة بين سوريا من جهة، وتركيا التي تعتبر قسد تهديدًا لأمنها القومي من جهة ثانية.
هناك العديد من التحديات التي تواجه قسد، سواء من الداخل أو الخارج. داخليًا، تعاني من عدم الاندماج الكامل مع المجتمع السوري، حيث تظل هناك حساسيات تجاه الحكم الكردي في المناطق العربية. كما أن إحباط بعض الفصائل العربية المحسوبة على قسد قد يهدد الوحدة في المنطقة
خارجيًا، يواجه وجود قسد تحديات إقليمية كبيرة.
فقد قامت تركيا في الماضي وخلال الأيام الماضية بشن عمليات عسكرية ضد مواقع قسد، باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا يهدد أمنها القومي على الحدود الجنوبية.
تتجلى هذه العمليات العسكرية في انطلاق عدة عمليات عبر الحدود بهدف طرد قسد وتوسيع نطاق النفوذ التركي في الشمال والشرق السوري. كما يمكن أن تعزز الدول الإقليمية دعم الإدارة السورية الجديدة للسيطرة على كامل التراب السوري ، مما يزيد من الضغط على قسد ومشروعها الإنفصالي.
بناءً على التحليل السابق، يبقى مستقبل قسد غير مؤكد وقد يتجه نحو عدة سيناريوهات.
الأول، هو السيناريو الذي يستمر فيه الدعم الأمريكي لها ، مما يمكّن قسد من الحفاظ على وجودها في بعض المناطق.
الثاني، هو السيناريو الذي يشهد تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية، مما يؤدي إلى انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية وبالتالي إضعاف موقف قسد
أما السيناريو الثالث، فهو تصعيد التوترات العسكرية، حيث يمكن أن تتحول قسد إلى هدف رئيسي لقوات الجيش التابعة للإدارة السورية الجديدة، ولبعض القوى الإقليمية مثل تركيا، مما يؤدي إلى حرب مفتوحة في المنطقة. ستؤثر هذه الحروب بشكل كبير ليس فقط على قسد، بل أيضًا على مجمل الاستقرار في سوريا الجديدة.
تعتبر قضية ميليشيات قسد الانفصالية في شرق سوريا معقدة ومليئة بالتحولات السياسية والعسكرية. في ظل المتغيرات والمصالح الإقليمية والدولية، يبقى السؤال حول إمكانية طرد تلك الميليشيات أم لا مفتوحًا ويعتمد على تفاعلات متعددة.
إن مستقبل قسد يتوقف على قدرتها تنفيذ مطالب الإدارة السورية التي بدورها تريد ان يكون الحل غير عسكري، ومن جهة ثانية الإبتعاد عن تهديد الأمن القومي التركي، مما سيبعد تركيا عن الحل العسكري في الفترة القادمة، التغييرات في موازين القوى في المنطقة مستمرة، مما يجعل الأيام القادمة جهولة للجميع.
في نهاية المطاف، إن معالجة قضايا الهوية والانتماء الوطني ومصالح الشعوب ستكون هي المفتاح لتحقيق الاستقرار الدائم في سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد