كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق
متى نصحوا ونستفيق وندرك ان الذئب يبقى ذئب
فانه بعد كل انهار الدماء التي سالت في ارض العراق والشام لم يعد معنى الهزيمة انك تخسر حربا او تنتصر فتلك سنن الحروب ولكن الفجيعة ان تجد القوم يمارسون نفس خطاب المتهالك الذي اودى بنا الى الكارثة ففي كل الامم يكفي حادث قطار ليشكل صدمة في الطبقة السياسية والمجتمع ويعيد صياغة التاريخ
بينما عندنا تدفع خمسة ملايين شهيد في الشام والعراق وتخسر اربعة عواصم وتجد قطيع المثقفين والنخب ورجال الدين ينبحون بنفس الاسطوانة ونفس القاموس ونفس موال شريف شحاذة وادونيس واحمد حسون وباقي شلة العهر من قطيع شبيحة القومجية وادعياء الثقافة وجماعة اخوان سنة وشيعة والطائفة الكريمة
فاذا كان سقوط القسطنطينية يمثل العامل الابرز في صياغة عصر النهضة في اوربا لانه شكل البداية لثورة العقل والقطيعة مع الف عام من تسلط الكهنوت فان ماجرى في سوريا والعراق يجب ان يضع الامة وجها لوجه امام قدرها لتقف عارية أمام مرآة نفسها
كارثة الامة لاتكمن في ظلم الحكام
واذا كان سقوط القسنطينية قد شكل العامل الحاسم لبداية ثورة الشك التي انتهت بسقوط الكهنوت المسيحي فان دماء ملايين الشهداء يجب ان تسقط منظومة المصطلحات البالية التي حكمت عقولنا على مدى مئة عام من عمر سايكسبيكو
ان كارثة الامة لاتكمن في ظلم الحكام وفساد النُخب وتكالب الاعداء ولكن الفجيعة الاكبر اننا الى اليوم لم نحدد عنوان المعركة ولم نحدد هويتنا ولم نجد تعريفا محددا للعدو
فحتى هذه اللحظة تجد النخب وابواق التشبيح والتنظيرات لم يغادروا تلك اللغة الخشبية في تكرار مصطلحات لم يعد لها معنى فما قيمة تلك الدماء اذا لم تؤسس لمنظومة فكرية جديدة وفهم جديد لطبيعة معركتنا وهوية الصراع
الى اليوم وبعد انهار الدماء وثورتنا ضد الاسد لازلنا نقرا التاريخ بنفس الكتاب الذي طبعه نظام الاسد ونجتر نفس المصطلحات التي ادخلها الشيعة الى تاريخ الاسلام ولازلنا نكتب الرسائل الجامعية فنقتبس المعلومات من نفس المراجع التي تقول ان حرامي الدجاج صالح العلي هو البطل الذي جاهد جيش الاحتلال الفرنسي
ويظل السؤال كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد