آخر المواضيع

    الثلاثاء، 28 يناير 2025

    كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق

    كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق

    كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق

    متى نصحوا ونستفيق وندرك ان الذئب يبقى ذئب


    فانه بعد كل انهار الدماء التي سالت في ارض العراق والشام لم يعد معنى الهزيمة انك تخسر حربا او تنتصر فتلك سنن الحروب ولكن الفجيعة ان تجد القوم يمارسون نفس خطاب المتهالك الذي اودى بنا الى الكارثة ففي كل الامم يكفي حادث قطار ليشكل صدمة في الطبقة السياسية والمجتمع ويعيد صياغة التاريخ 


    بينما عندنا تدفع خمسة ملايين شهيد في الشام والعراق وتخسر اربعة عواصم وتجد قطيع المثقفين والنخب ورجال الدين ينبحون بنفس الاسطوانة ونفس القاموس ونفس موال شريف شحاذة وادونيس واحمد حسون وباقي شلة العهر من قطيع شبيحة القومجية وادعياء الثقافة وجماعة اخوان سنة وشيعة والطائفة الكريمة


    فاذا كان سقوط القسطنطينية يمثل العامل الابرز في صياغة عصر النهضة في اوربا لانه شكل البداية لثورة العقل والقطيعة مع الف عام من تسلط الكهنوت فان ماجرى في سوريا والعراق يجب ان يضع الامة وجها لوجه امام قدرها لتقف عارية أمام مرآة نفسها


    كارثة الامة لاتكمن في ظلم الحكام


    واذا كان سقوط القسنطينية قد شكل العامل الحاسم لبداية ثورة الشك التي انتهت بسقوط الكهنوت المسيحي فان دماء ملايين الشهداء يجب ان تسقط منظومة المصطلحات البالية التي حكمت عقولنا على مدى مئة عام من عمر سايكسبيكو


    ان كارثة الامة لاتكمن في ظلم الحكام وفساد النُخب وتكالب الاعداء ولكن الفجيعة الاكبر اننا الى اليوم لم نحدد عنوان المعركة ولم نحدد هويتنا ولم نجد تعريفا محددا للعدو


    فحتى هذه اللحظة تجد النخب وابواق التشبيح والتنظيرات لم يغادروا تلك اللغة الخشبية في تكرار مصطلحات لم يعد لها معنى فما قيمة تلك الدماء اذا لم تؤسس لمنظومة فكرية جديدة وفهم جديد لطبيعة معركتنا وهوية الصراع


    الى اليوم وبعد انهار الدماء وثورتنا ضد الاسد لازلنا نقرا التاريخ بنفس الكتاب الذي طبعه نظام الاسد ونجتر نفس المصطلحات التي ادخلها الشيعة الى تاريخ الاسلام ولازلنا نكتب الرسائل الجامعية فنقتبس المعلومات من نفس المراجع التي تقول ان حرامي الدجاج صالح العلي هو البطل الذي جاهد جيش الاحتلال الفرنسي


    ويظل السؤال كم من الدماء يجب ان ندفع حتى نستفيق


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد