قضية مصافحة أحمد الشرع يعكس الجدل جهلًا ونفاقًا صارخًا
قضية مصافحة تعكس جهلًا ونفاقًا صارخًا
أثار رفض أحمد الشرع مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ضجة مفتعلة تكشف عن ازدواجية المعايير والجهل المستشري لدى الكثير من المنتقدين بدلاً من أن يُنظر إلى الموقف على أنه قرار شخصي نابع من قناعات دينية وثقافية محترمة، تحوّل إلى ساحة للاتهامات والتشكيك ومحاولة النيل من شخص الرجل
إن المصافحة ليست مجرد حركة عابرة بل هي انعكاس لقيم وثقافة ومبادئ، وامتناع أحمد الشرع عن المصافحة لم يكن تصرفًا عدائيًا ولا إساءة دبلوماسية بل هو ممارسة طبيعية لحريته الشخصية التي يكفلها القانون الدولي وكل المواثيق الحقوقية.ط
المفارقة المؤلمة تكمن في الصمت المُخزي الذي شهدناه عندما امتنع وزير الصحة الإسرائيلي عن مصافحة نظيرته الفرنسية لنفس الأسباب الدينية. حينها، لم نرَ عناوين الصحف تصرخ بالانتقادات ولم تُفتح النيران الإعلامية عليه كما فُتحت على أحمد الشرع
نفاق كبير عندما يخص الموضوع اي مسلم
إذا كان يُنظر إلى موقف الوزير الإسرائيلي كحق شخصي وديني مشروع، فلماذا يُنظر إلى تصرف أحمد الشرع كإهانة أو تقليل من شأن الطرف الآخر؟ هذا النفاق الصارخ يعكس حقيقة مريرة: الاحترام بالنسبة للبعض مشروط والحرية لديهم انتقائية، تُمنح للبعض وتُسلب من البعض الآخر بناءً على أهواء وأجندات معينة.
الأسوأ من ذلك هو أن من يرفعون شعارات التسامح وتقبل الآخر هم أول من يتنكرون لهذه الشعارات عندما تصطدم مع قناعات لا تناسب أذواقهم أحمد الشرع لم يرتكب جريمة ولم يتجاوز أي بروتوكول دبلوماسي بل تعامل بأدب واحترام ووضوح إن محاولة شيطنته بسبب تمسكه بمبادئه ليست سوى دليل على عجز هؤلاء عن استيعاب التنوع الثقافي والديني في هذا العالم.
إن الحملة التي شُنّت ضد أحمد الشرع ليست سوى انعكاس لجهل عميق بثقافة الآخر ومحاولة يائسة لفرض نموذج واحد من التصرفات والسلوكيات كأنه النموذج "الصحيح" الوحيد. هذا التفكير الضيق لا يُسيء إلى أحمد الشرع بقدر ما يُسيء إلى أولئك الذين يحملونه. فمن المؤسف أن يتحدّث البعض عن احترام الحريات بينما يهاجمون حرية واضحة وصريحة مارسها أحمد الشرع بكل تهذيب وأدب
زيف الشعارات الرنانة
في النهاية، إن ما حدث مع أحمد الشرع ليس سوى مرآة تكشف زيف الشعارات الرنانة حول الحرية والاحترام. هؤلاء الذين ينتقدون قراره هم أنفسهم من يفتقدون أدنى مستويات تقبّل الآخر.
إذا كانت الحرية مبدأً حقيقيًا، فلماذا تصبح جريمة عندما يمارسها أحمد الشرع؟ إن احترام الذات والمبادئ ليس ضعفًا؛ بل هو قوة لا يفهمها إلا من يمتلكون الشجاعة للتمسك بها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد