مدن الشوك مقابر بلا موتى
مدن الشوك مقابر بلا موتى
مدن الشوك هي المدن التي تدفن ابنائها وهم احياء بلا مقابر ولأن الموت رحمة فهي لاتمنحهم فرصة الراحة الابدية لان اقسى مايغيظ الحاكم هو ان تموت ، فموتك يمنحك الحرية ويحرمه فرصة التلذذ ببؤسك وامتهان كرامتك
كانت افدح الخسارات لتاجر الرقيق اذا غرقت سفينة العبيد لأن حياة العبيد عنده لاتقدر بثمن فهم لايريدون لك ان تموت بل يجاهدون لتظل حيا تقف في طابور الذل ينحني ظهرك وانت تجاهد الزمن من اجل رغيف خبزٍ وقطعة من قماش تستر بها جسدك العاري
هو يرى في موتك هزيمة له إذ يخسر فرصة التشفي بك حافياً عارياً كسيراً أسيراً حسيراً جائعا ذليلا منكسرا يائساً بائساً تنتزع قدميك انتزاعا في طريقك الى الجلجلة
موتك هو التحدي لجبروت الطغاة
فاخترع فرعون تهمة اسمها الانتحاري بدل الاستشهادي كي يمنعك حتى من اختيار ميتة تجد فيها مايعزيك
ولان الموت رحمة فقد جعلوا موتك جريمة ، فعليك ان تظل حيا خالدا في دنيا القهر وهكذا فعلت ٱلهة الإغريق مع«سيزيف» يوم تحدى جبروتها فلم تعاقبه بالموت لكي يستريح بل اختار له كبير الآلهة - زيوس- أن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه وكلما وصل القمة تدحرجت إلى الوادي ليعود إلى رفعها نحو القمة من جديد ويظل هكذا إلى الأبد رمزاً للعذاب الأبدي
في مدن الشوك تتلعثم الحروف وتخرس الكلمات وتنكسر الاقلام فلا تسمع سوى صدى صوت ايوب يناجي ربه في ثنايا الليل
ٱلهي اذا شاءت حكمتك ان تخلقني فمن غيرك الوذ به فينجيني من اتون هذا العذاب في مدن الشوك لن تجد مقابر موتى بل ترى احياءا يعيشون الذل يشتهون الموت فلا يجدونه بعدما اصبح حلما بعيد المنال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد