سوريا الجديده العدالة أولًا ولا مكان للمجرمين
سوريا الجديدة: العدالة أولًا، ولا مكان للمجرمين
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يعيش الشعب السوري اليوم مرحلة تاريخية دقيقة. مرحلة تتطلب منا جميعًا وضوحًا في المواقف وثباتًا على المبادئ التي قامت من أجلها ثورتنا العظيمة. وهذه المرحلة تستدعي منا الوقوف بحزم ضد أي محاولة للتنازل عن العدالة أو تجاهل دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية والكرامة.
في الآونة الأخيرة، ظهرت دعوات تطالب بالعفو العام عن القتلة والمجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في سوريا. بعض هذه الدعوات تستهدف تحديدًا ضباطًا وأفرادًا من النظام المخلوع وأعوانه، الذين مارسوا أشد أنواع القمع والظلم ضد شعبنا. هذه المطالبات ليست فقط تجاوزًا للعدالة، بل هي خيانة لأرواح شهدائنا ولأسر المعتقلين والمختفين قسريًا الذين لا يزالون يواجهون معاناتهم اليومية بسبب إجرام هؤلاء المجرمين.
إن الدماء التي سالت على يد النظام المخلوع لن تُغفر ولن تُنسى ولن يتحقق السلام في سوريا إلا بعد أن يتحقق العدالة ويُحاسب كل قاتل، سواء كان من النظام أو من أذرعه أو من أي طرف آخر تواطأ مع الظلم. هذه المطالبات بالعفو عن المجرمين لا تزيد سوى من انقسام الشعب السوري، بل وتفتح الطريق أمام استفزاز مشاعر الملايين من السوريين الذين عانوا من ظلم النظام، ولا يمكن لأي دعوة للعفو أن تمحو جريمة قتل أكثر من مليون إنسان أو تهجير خمسة ملايين
المطالبة بالعفو عن القتلة دفن للعداله
إن المطالبة بالعفو العام عن هؤلاء القتلة هو دعوة لدفن العدالة وإحياء الظلم من جديد. كيف يمكن للشعب السوري أن يطمئن على مستقبله إذا تم التساهل مع هؤلاء الذين جلبوا الفقر والدمار إلى وطنه؟ كيف يمكن لأي طرف أن يطالب بالعفو عن من جعل حياتنا جحيمًا؟ إن العفو عن المجرمين هو بمثابة دعوة لإعادة إنتاج الظلم بشكل جديد، ولن يؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام وربما إلى انفجار جديد في المستقبل.
إلى من يطالبون بالعفو عن المجرمين:
أقول لهم بوضوح، إن دماء الأبرياء لا تُغفر، وإن المطالبة بالعفو ليست إلا استفزازًا لمشاعر السوريين الذين دفعوا ثمناً غاليًا من أرواحهم وأرضهم. إذا كانت هناك من يُريد إعادة المجرمين إلى سدة الحكم أو منحهم فرصة للعودة إلى الحياة الطبيعية دون محاسبة، فإنهم إما غافلون عن حجم المعاناة أو متواطئون مع الظالمين.
إلى القادة الجدد:
ندرك تمامًا حجم المسؤولية الكبيرة التي أنتم عليها في هذه المرحلة، كما نعلم أن أعباء تأمين الأرض وحمايتها وإعادة بناء الوطن من جديد لا تزال تشكل تحديات ضخمة. ورغم ذلك، نثق أن العدالة ستظل في صدارة اهتماماتكم، وأن محاسبة المجرمين ستظل أولوية حقيقية عندما تتهيأ الظروف المناسبة. هذه الثقة نابعة من فهمنا الكامل بأن سوريا الجديدة لن تكون في أي وقت ملاذًا للظالمين، ولن يكون في أرضها مكان للقتلة والمجرمين الذين شوهوا تاريخنا وأساءوا لشعبنا
نحن أبناء هذا الشعب العظيم
نعلم أن الوقت لم يحن بعد لبحث العديد من القضايا الكبرى وندرك انشغالكم المستمر بتصريف شؤون البلاد ومتابعة أعداد المجرمين في الداخل والخارج. ومع ذلك، نثق أنكم لن تتنازلوا عن حق هذا الشعب في محاسبة من أساء إليه، ولن تتراجعوا عن تحقيق العدالة عندما تكون الفرصة سانحة.
إلى أبناء الشعب السوري:
لقد عانيتم وصبرتم وقدمتم الكثير من التضحيات، واليوم تقفون شامخين، أشد قوة وصلابة. نعلم أنكم لن تنسوا حقوقكم وأنكم لن تهدأوا حتى يتحقق العدل. لا مكان في سوريا الجديدة للظالمين ولا للمجرمين، ولا لمن دعمهم أو ساندهم، ولا لمن حاول طمس الحقائق عن شعبنا. سوريا الجديدة ستكون وطن العدالة، حيث يلقى كل مجرم جزاءه العادل، وحيث تُكرم كل دماء الشهداء ويُعتز بكل من ناضل من أجل الحرية والكرامة.
أيها السوريون الأحرار، نحن على يقين أن سوريا المستقبل ستكون أفضل، وأن الوطن سيعود إلى أحضان أبنائه الذين عانوا كثيرًا. سوريا الحرية والكرامة ستظل منارة للعدالة، وستُحاسب كل من أساء إليها.
اللهم اجعلنا من أهل الحق، ومن المحاربين للظلم، ومن الساعين لإقامة العدل. عاشت سوريا حرّة أبيّة. والحمد لله رب العالمين
دهست سيارة يقودها عناصر #قسد. "الطفل محمد احمد الخليف العلي البالغ من العمر 14 سنة مما ادا إلى وفاته على الفور قرب بلدة دبسي عفنان في ريف الرقة الغربي ثم لاذو بالفرار على الفور pic.twitter.com/S9EYAJaFor
— زينو ياسر محاميد (@ZynwM79922) December 18, 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد