آخر المواضيع

    الجمعة، 20 ديسمبر 2024

    الإعلام والثورة المضادة في سوريا: تحديات المرحلة الانتقالية

    الإعلام والثورة المضادة في سوريا: تحديات المرحلة الانتقالية

    الإعلام والثورة المضادة في سوريا: تحديات المرحلة الانتقالية

    تحديات المرحلة الانتقالية


    بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 دخلت سوريا مرحلة انتقالية حساسة تتطلب إعادة بناء مؤسسات الدولة وتوجيهها نحو تحقيق أهداف الثورة. يُعَدّ الإعلام أحد أهم الأدوات في هذه المرحلة، حيث يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين: إما داعمًا للتحول الديمقراطي أو أداة للثورة المضادة.


    التلفزيون السوري الرسمي: استمرار النفوذ القديم


    على الرغم من سيطرة الثوار على مبنى التلفزيون السوري الرسمي، إلا أن الخطاب الإعلامي لم يشهد التغيير المطلوب. ما زال العديد من الإعلاميين المرتبطين بالنظام السابق يديرون المحتوى الإعلامي، مما أدى إلى تسريب رسائل مضللة تهدف إلى تشويه صورة الثورة وزعزعة الثقة في الحكومة الجديدة هذا الوضع يثير تساؤلات حول أسباب عدم السيطرة الكاملة على الخطاب الإعلامي وتوجيهه بما يتماشى مع أهداف الثورة.


    قناة العربية: تغطية مثيرة للجدل 


    بدأت قناة العربية البث من داخل دمشق منذ حوالي أسبوع واستضافت شخصيات موالية للنظام السابق أو مشبوهة، بالإضافة إلى فنانين يعلنون الندم على مواقفهم السابقة. في المقابل، كان تمثيل الثوار في برامجها محدودًا جدًا. هذا التوجه الإعلامي يُعتبر مؤشرًا سلبيًا، حيث قد يسهم في تشكيل رأي عام مضاد للثورة ويعزز من قوة الثورة المضادة


    منصات إعلامية أخرى: حيادية زائفة


    إلى جانب قناة العربية هناك منصات إعلامية أخرى تتبع نهجًا مشابهًا، حيث تتخفى وراء ما يسمى بالحيادية مع امتلاكها لرصيد ثوري زائف من بين هذه المنصات، مجموعة عزمي بشارة الإعلامية التي يُشتبه في دورها في توجيه الرأي العام بما لا يخدم مصالح الثورة


    غياب المنصات الإعلامية الثورية الفاعلة


    حتى الآن، يفتقر الثوار إلى منصة إعلامية قوية قادرة على صناعة رأي عام مؤثر ودعم مسار الثورة. هذا الفراغ الإعلامي يتيح المجال لوسائل الإعلام المناوئة للثورة للتأثير على الجمهور وتوجيهه بما يخدم مصالح الثورة المضادة


    الثورة المضادة: تشكل سريع ومخاطر محدقة


    تشير المعطيات إلى أن الثورة المضادة بدأت تتشكل بسرعة تفوق التوقعات، مستفيدة من الأدوات الإعلامية المتاحة لها. هذا التطور يشكل تهديدًا حقيقيًا لمكتسبات الثورة ويتطلب تحركًا عاجلًا من قبل القوى الثورية للسيطرة على الخطاب الإعلامي وتوجيهه بما يخدم أهداف الثورة.


    التوصيات: نحو إعلام ثوري فاعل


    إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الرسمية: يجب على الحكومة الجديدة العمل على إعادة هيكلة التلفزيون السوري الرسمي وتعيين كوادر مؤمنة بأهداف الثورة لضمان توجيه الرسالة الإعلامية بشكل صحيح.


    إطلاق منصات إعلامية ثورية: تأسيس قنوات تلفزيونية وإذاعية وصحف ومواقع إلكترونية تعبر عن صوت الثورة وتعمل على تشكيل رأي عام داعم للتحول الديمقراطي.


    مراقبة المحتوى الإعلامي: إنشاء هيئات رقابية تتابع المحتوى الإعلامي المقدم من قبل القنوات المحلية والدولية، والتصدي لأي محاولات لتشويه صورة الثورة أو دعم الثورة المضادة


    تدريب الكوادر الإعلامية: 


    تأهيل وتدريب إعلاميين جدد يحملون رؤية ثورية وقادرين على مواجهة التحديات الإعلامية في المرحلة الانتقالية.



    التواصل مع وسائل الإعلام الدولية: بناء علاقات إيجابية مع وسائل الإعلام العالمية لنقل صورة حقيقية عن تطورات الأوضاع في سوريا ودحض الدعاية المضادة


    خاتمة


    إن السيطرة على الخطاب الإعلامي وتوجيهه بما يتماشى مع أهداف الثورة يُعَدّ من أهم التحديات التي تواجه سوريا في مرحلتها الانتقالية. يتطلب ذلك جهودًا مشتركة من قبل الحكومة الجديدة والقوى الثورية لضمان عدم انحراف المسار الثوري والحفاظ على مكتسبات الشعب السوري

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد