ميلاد جديد لسوريا التي عاشت عقوداً من الظلم والقهر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه بعض الرسائل التي أوجهها إلى إخواني في سوريا. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا ولهم بسقوط الطاغية بشار الهارب الفار.
سقوطه ليس مجرد حدث عادي، بل هو ميلاد جديد لسوريا التي عاشت عقوداً من الظلم والقهر بحمد الله، انجلت هذه الغمة، لكن بقيت بقايا الظلم التي تحتاج وعياً كاملاً لمواجهتها. وهنا بعض الرسائل التي أوجهها لإخواني:
تقوى الله في مظاهر الفرح بالنصر أمر مشروع، لكن لا يجوز أن يبرر بالمعاصي تحت ذريعة الاحتفال. قال النبي ﷺ: "صوتان ملعونان: صوت مزمار عند نعمة، أو رنة عند مصيبة"فلتكن مظاهر فرحنا شكرًا لله، وتقربًا إليه بالطاعة، لا بالتجاوز والمعصية. تذكروا أن الله يراقب أعمالنا وهو الرقيب علينا.
المعتقلات
ما جرى في السجون السورية وصمة عار في جبين الطغاة. نساء اعتقلن، عذبن، وانتهكت كرامتهن. بل إن بعضهن أنجبن أطفالًا نتيجة للاعتداء عليهن داخل السجون
للأسف بعض العائلات لم تحتوِي الضحايا بل تبرأت منهن خوفًا من كلام الناس. هذا ظلم جديد. يجب أن يحتفى بهن، وتُعاد كرامتهن. هن شريفات عفيفات، وما حدث لهن كان خارج إرادتهن.
نهب ممتلكات بشار الأسد نهب قصر بشار وبيته ليس غنيمة بل جريمة. هذه الممتلكات حق للشعب بأكمله، ويجب أن تعود إلى خزينة الدولة تصرفات مثل هذه لا تليق بشعب ثار على الظلم، وهي وصمة عار النبي ﷺ حذر من أخذ شيء ولو بسيط من أموال الغنائم قبل تقسيمها بالعدل.
المتواطئون مع النظام
لا تنطلي عليكم محاولات المتواطئين غسل عارهم بعد سقوط النظام. هؤلاء خانوا الله والشعب والدين وكرامة المعتقلين والشهداء. فلا تُمنح لهم الثقة أو الأمانة.
مشايخ التصوف والأشعرية عائلة الأسد استخدمت هؤلاء المشايخ لتخدير الشعب باسم الدين. غيبوا عقول الناس بالخرافات وتقديس المشايخ، وكانوا أداة في يد الظالمين. اليوم لا مكان لمن خان، ولا ينبغي السماح لهم باعتلاء المنابر.
الحذر من الفرقة فالفرقة كانت دائمًا سلاح الطغاة. قال الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".يجب أن تكون الأسلحة والمعدات بيد الحكومة الحرة والجيش الحر، وألا تبقى في أيدي طوائف أو جماعات
الأخبار الكاذبة عن المعتقلين
التهويل ونشر الأكاذيب يضعف مصداقية القضية. الكذب يُسيء للحق، ولا يجوز اللعب بعواطف الناس أو نشر أخبار غير صحيحة.
الدعم النفسي للمعتقلين ما تعرض له المعتقلون من تعذيب وآلام ترك أثرًا نفسيًا عميقًا. هؤلاء بحاجة إلى علاج نفسي ودعم حقيقي. على الأطباء النفسيين والمختصين التطوع لتقديم الدعم لهؤلاء الأبطال، سواء بالحضور إلى سوريا أو عبر جلسات عن بعد
ختامًا هذه أيام عظيمة تستحق شكر الله عليها، والواجب علينا أن نعمل بجدية للحفاظ على هذه المكتسبات. لا تضيعوها بالفوضى أو معصية الله. فلنتعاون على البر والتقوى، ونسأل الله أن يكون معنا في بناء سوريا الجديدة على أسس ترضي الله سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد