سوريا بعد الثورة لا يمكن أن تنهض إلَّا بسواعد أبنائها
دور الأفراد في إعادة الإعمار
لم تَنْتهِ الثَّورة السُّورية بسقوط طاغية الشام؛ فالثورة مفهوم إنسانيّ وحضاريّ واسع، وحالياً على السوريين في الداخل والخارج إكمال ما بدأه الثُّوَّار؛ من خلال البدء بإعمار البلاد، فالجميع مَدْعُوّ للعمل، أفراداً وشركات في داخل البلاد وخارجها.
لا شك أنّ إعمار البِنْيَة التَّحتية يحتاج جهوداً دولية وتمويلاً هائلاً، لكنّ بناء الدولة لا يقتصر على البِنْيَة التحتية فقط، فالجميع بإمكانه المساهمة، ومن الآن، وأيّ مساهمة ومهما كانت بسيطة يمكن أن تُحْدِث فرقاً، خاصةً إذا كانت من عدد كبير من الأفراد.
على المستوى النقديّ يمكن دَعْم الاقتصاد، وتعزيز استقرار الليرة من خلال الإيداع في البنوك السورية بالدولار، وهذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على المغتربين، ففي حال أودَع كلّ مستثمر أو مغترب 1,000 دولار سنوياً في أحد البنوك الوطنية يمكن أن يُحْدِث ذلك فرقاً كبيراً
عملية حسابية قد تنجح في اعادة الاعمار
على افتراض أنّ 200 ألف مغترب أودَع كلّ واحد منهم سنوياً 1,000 دولار، سيكون المجموع 200 مليون دولار، وهذا رقم جيد ويمكن أن يَدْعم ذلك سعر الليرة.
على المستوى الزراعي لا بد من زراعة أكبر مساحة ممكنة؛ بحيث لا تستورد الدولة حبة قمح واحدة في الموسم القادم. وخلال عام واحد نبدأ بتصدير القمح والقطن وغيرها من المنتجات الزراعية، ولذا فإنّ مُساهمة مُزارع واحد تُحْدِث فرقاً.
أما فيما يتعلَّق بالاستثمارات فيمكن للمستثمرين وروّاد الأعمال البدء بالعمل، خاصةً بالمشاريع التي لا تتطلب رأسمال مرتفعاً، فمن الممكن تدشين مشاريع صغيرة بـ 10 آلاف دولار، ومشاريع متوسطة بـ 100 ألف دولار، وهنا يتم التركيز على المشاريع التي تُوفِّر فرص العمل وتدعم التصدير، مثل معامل الأغذية والأقمشة والصناعات التحويلية
خاتمه
سوريا بعد الثورة لا يمكن أن تنهض إلَّا بسواعد أبنائها؛ مهما حصلت من دَعْم خارجيّ. ولذا فالجميع مَدْعُوّ للعمل،
المفكرون، والباحثون، والأطباء، والمستثمرون، والعمال والفلاحون؛ كلُّهم مَدْعُوون لبذل أكبر جهد في سبيل إعمار الدولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد