تتحمل النخب الدعوية مهمة الدعوة للتغيير
عليك ان تكون داعيه في كل مكان
معظم أهل المدن الجديدة التي فتحت في سوريا، كانوا يعيشون في سجن كبير ويعانون من غياب كامل عن جميع الأفكار التي وعيها وفهمها أهالي المحرر، وبغض النظر عن عتبنا عليهم للبقاء ضمن مناطق سيطرة العصابة، لكنها مرحلة يجب أن نتجاوزها جميعا ونتركها لله الذي يعلم النوايا ويعلم المستضعفين وسيحكم بين الناس
بعد الفتح ربما يفتن من كان بالمحرر بما سيجده في تلك المناطق وربما يهتدي من كان هناك ويكون من أفضل الناس، لذلك نحذر من الوقوع في فتنة الظن أن الله لن يهدي سوانا، ولنتواضع إرضاء لله عسى الله أن يكرمنا بالمزيد
عاش معظم سكان تلك المناطق بعيدا عن الفكر السليم، وبعضهم يجهل الأساسيات ناهيك عن الكماليات لذلك ترى بعضهم يستبدلون الصور ويغيرون الأفكار "يكوعون" بين يوم وليلة، وهذا لا ينم إلا عن صحة مبدأ "الخضوع للأقوى" بين شرائح العوام، كما أن هذا يدل عن عدم فهم أهداف التغيير
بشروا وسكنوا ولاتنفروا
بل بعضهم مازال مترددا، لأنهم خائفون من المستقبل وكسر الروتين والنمطية التي تعودوا عليها، ولأنهم يفتقدون الاحتياجات الأساسية ولأنهم يبحثون عن بناء شبكة أمان جديدة الآن قبل إعمال العقل بالتفكر، ولأن النظام قد شوه سمعة أهالي المحرر هناك ولأن نمطية السلطة بتصور بعضهم مازالت بالعنف والقهر، ويحتاج كثير منهم الى عام على الأقل، قبل أن يدركوا أنهم باتوا أحرارا لينعم عقلهم بالتفكر.
تتحمل النخب الدعوية مهمة الدعوة للتغيير هناك ولن تكون بسيطة أو مباشرة، ولن ينفع الإجبار أو التسلط، وربما يتوجب على البعض التواضع لهم وإزالة استعلاء الذات عليهم، والتذكر أن الأمر لله يقلبه بساعة، إن ساءت النوايا، وقانون الاستبدال ساري ليوم القيامة
الدعوة هناك بحاجة الى استراتيجية تبدأ بفهم الواقع، وتوفير الخدمات الأساسية قبل كل شيء، ثم العدل مايؤدي لشعورهم بأن الفاتحين الجدد أفضل، مايسهل سياستهم وعدم انسياقهم مع الأعداء المنظمين، وهذا ينطبق على الجميع من جميع الأديان والطوائف، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) والشنآن هو البغض
عليك ان تكون سفيرا للخير
إن الدعوة بحاجة لأن يكون أهل المحرر سفراء خير هناك متواضعين سمحين متجاوزين عن المسيء والجاهل كما يتوجب اتباع الموعظة الحسنة وجعلهم يقتدون بالأفعال أما الإجبار والتخويف والعبس في وجوههم فلن يترجم لتغيير
وإن ترجم فهو مؤقت وسريع الزوال وضعيف التأثير ويصبح كدفن الجمر بالقش. فكل داع إلى التغيير السريع المباشر قد لا يعي أن هذا التغيير سيؤدي حتما للتحول لمجتمع منافق، وقد لا يعي أن لكل منطقة في سوريا فقه مختلف في هذا الزمن
وأخيرا يجب الانتباه للأفعال الفردية أو الأفعال الممنهجة أو الانتقامية والتي قد تؤدي لآثار عكسية ولنتائج منفرة، خاصة في هذه المرحلة الحساسة والتي قد تفتح أبوابا يفضل أن لا نقوم نحن بفتحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد