تحررت سورية ولكن هل تحررنا حقًا في العمق
تحررت سورية ولكن هل تحررنا حقًا في العمق؟
سقط نظام الاسد ولكن كثيرون منا احتفظوا بموروثات فكرية وسلوكية استمديناها من سنوات طويلة من القمع والاضطهاد.
فبينما نتطلع إلى بناء سورية جديدة تسودها قيم الحرية والكرامة، يبقى من الضروري معالجة "الشبيح الصغير" الذي زرعه نظام الأسد في داخلنا.
هذا الشبيح هو ليس فقط رمز للقوة والعنف، بل يعكس الجوانب السلبية التي يمكن أن تتجسد في فرض تصرفاتنا وأفكارنا على الآخرين، علينا مواجهة هذا الجزء من أنفسنا الذي يسعى للتحكم والهيمنة والتسلط، الذي يفضل الصمت على الحوار، والعنف على السلم
الحرية لا تعني فقط التخلص من الطغاة
بل تعني أيضاً التحرر مما زرعه الطغاة بداخلنا نحن بحاجة إلى العمل على إعادة بناء أنفسنا من الداخل لنكون قادرين على بناء وطن حقيقي يتسع الجميع، وبناء مجتمع يحتفي بالتنوع والاختلاف، ويؤمن بقوة الكلمة والفكرة، ويغرس في الأجيال القادمة قيم العدالة والمساواة
سورية بحاجة إلينا، وإلى إرادتنا الصادقة في التغيير فلنعمل سوياً على إعادة بناءها ليس فقط بأبنيتها المادية بل أيضاً بتجديد أفكارنا ومواقفنا
دعونا نرتقي بأنفسنا ونتجاوز كل ما خلفه النظام البائد في نفوسنا، فبقدر ما نعبر عن الفرح لتحرر سورية، يجب أن نبادر للتحرر من الآثار الجانبية للنظام الذي حكمنا عقودًا.
مصطفى الحلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد