قبل أن تخرجوا بمظاهرةوتتعالى أصواتكم يجب أن تعلموا
رسالة لكل أبناء الساحل الذين يخرجون بين الفينة و الأخرى للاحتجاج على انتهاكات يقوم بها عناصر يتبعون لإدارة العمليات العسكرية و أقول لكم بكل ود :
قبل أن تخرجوا بمظاهرة و تتعالى أصواتكم يجب أن تعلموا أن عشرات الآلاف من العائلات لا تزال تحفر الأرض لتجمع عظام أبنائهم من المقابر الجماعية و التي كانت تحدث أمام أعينكم و بمشاركة شريحة كبيرة من أبنائكم
- يجب أن تعلموا أيضا أن ملايين المواطنين لا يزالون في المخيمات في الشمال السوري منذ ١٣ عاما و لم يبق في قراهم حجرا على حجر بعد أن دمر أبناؤكم قراهم و مدنهم بالطيران الحربي و راجمات الصواريخ و البيوت التي سلمت من القصف قامت ميليشياتكم بسحب الحديد من أسطح المنازل و نهبوا كل ما يمكن أن يباع
- يجب أن تعلموا أنه ما يزال ثلاثة ملايين لاجئ في تركيا و ٢مليون في الأردن و مليون في لبنان
- يجب أن تعلموا أيضا أن عشرات الألاف من الشباب فقدوا وظائفهم بعد التقارير التي قمتم بكتابتها بحق من كان يظنكم زملاء أو أصدقاء في العمل كجرم ( مشاهدة قنوات معادية كالجزيرة و العربية أو أن هاتفه يحمل صورة شخص تعترونه إرهابي - كضابط منشق أو فنان أو حتى ذكر اسم حمزة على سبيل المثال
- قبل أن تخرجوا في مظاهرة تندد بالانتهاكات راجعوا أنفسكم
هل أدنتم النظام عندما حاصر الزبداني و مضايا و الغوطة و باب عمر و الخالدية و مات الأطفال من الجوع و انعدام الرعاية الطبية
- قبل أن تخرجوا في مظاهرة هل سلمتم مجرما واحدا ممن قتل و عذب و اغتصب و أمر بقصفنا بالبراميل المتفجرة .
- إن كنتم تظنون أن القيادة الحالية غافلة عن اتصالات بعض القادة العسكريين المختبئين في مناطكم و الذين يقومون ببث الإشاعات و الفتن بأوامر روسية و أوامر النظام البائد فأنتم واهمون
- قبل أن تحتجوا تذكروا أن مصطلح " سوق السنّة " أنتم من اخترعه و هو المكان الذي كانت تباع فيه الأدوات المنزلية التي تسرقها قطعان الشبيحة من قرى و بلدات و مدن هؤلاء الشباب الذين هم في أعلى درجات ضبط النفس حتى الآن آملين أن تستفيقوا .
الحكومة الجديدة تمنحكم الفرصة رغم كل فعلتموه و تطلب من الضحايا الصمت و عدم أخذ أحد بذنب آخر حرصا على سوريا قوية موحدة و نبذ الطائفية و عدم الانجرار وراء أولئك الخونة السفلة الذين دمروا الشجر و الحجر و البشر و سرقوا خيرات سوريا منذ خمسين عام
وحتى الآن يطالبون سرا باختلاق الفتن ظننا منهم أنهم سيعودون بصيغة أخرى للحكم بمساندة الدول المجرمة التي ساندته طيلة هذه المدة و التي تحطمت أمام إصرار الشعب اقتلاع الظلم من جذوره ، ارحموا أنفسكم و أبناءكم وارحموا هذا الوطن المنهك و المثقل بالجراح
ماقبل الثامن من كانون الأول لن يكون كما بعده ، عليكم أن تدركوا ذلك تماما ، فلكم ما لنا و عليكم ما علينا و كفاكم ما قدمتموه من شباب في سبيل رفاهية نظام ساقط خال من كل ما يمت للإنسانية بصلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد