العفو عن القتله والمجرمين في سوريا خيانة لدم الشهداء
إلى كافة أبناء الشعب السوري الأبيّ،
نحن اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، مرحلة تتطلب منّا جميعًا وضوحًا في المواقف وثباتًا على المبادئ التي انطلقت لأجلها ثورتنا العظيمة. وفي هذا السياق، أوجه هذه الرسالة إلى كل المعنيين بالشأن السوري، من إدارة العمليات العسكرية، وحكومة تصريف الأعمال المؤقتة بقيادة السيد محمد البشير، والقائد الأعلى العام السيد أحمد الشرع، وإلى أبناء الشعب السوري العظيم من كل طوائفه، عبر منصة الأخ زينو الإعلامية، لتصل إلى كل سوري حرّ وشريف.
إن المطالبة بالعفو العام عن هؤلاء القتلة والمجرمين، سواء كانوا من النظام المخلوع أو من أذرعه وأعوانه، هي خيانة للشهداء، وإهانة لكل من عانى من ظلمهم. إنها دعوة لدفن العدالة وإحياء الظلم من جديد. إن دماء الأبرياء لا تُغفر، وحقوقهم لا تُنسى، ولن يهنأ السوريون بالعيش إلا بعد أن يروا كل قاتلٍ ومجرمٍ وراء القضبان، ينال عقابه العادل.
أما أولئك الذين يطالبون بالعفو عن المجرمين، فهم إما متواطئون أو غافلون عن حقيقة أن هذه الدماء التي سالت لا تُغفر ولا تُنسى إن المطالبة بإعفاء هؤلاء من المحاسبة ليست إلا استفزازاً لمشاعر الملايين من السوريين الذين عانوا من ظلم النظام المخلوع وإجرامه وهي محاولة خبيثة لإعادة إنتاج الظلم بوجوه جديدة، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام وربما إلى انفجار جديد أشد قوة وأوسع نطاقاً.
إلى كل من تسوّل له نفسه التنازل عن حقوق هذا الشعب
نقول بوضوح: لن تُنسى الجرائم، ولن تُمحى الذاكرة كل جلاد، كل قاتل، كل متآمر، وكل من وقف مع الظلم بكلمة أو موقف أو سلاح ستلاحقه العدالة. لا مكان في سوريا الجديدة لمن لطخت يداه بدماء الأبرياء أو من حاول طمس الحقيقة وتزييف الواقع.
ورغم ذلك، نؤكد للشعب السوري الأبي والقادة الجدد الآتي:
إلى إدارة العمليات العسكرية: نُدرك أن أعباء تأمين الأرض وحمايتها تُلقي بثقل كبير على عاتقكم، وأنكم منشغلون بخدمة الوطن وإعادة الأمن والاستقرار. نحن على يقين بأن العدالة ستظل حاضرة في أولوياتكم، وأنكم ستعملون بكل قوتكم على محاسبة كل من أجرم بحق هذا الشعب عندما تُتاح الظروف المناسبة
إلى حكومة تصريف الأعمال المؤقتة بقيادة السيد محمد البشير: نُقدر ما تبذلونه من جهود جبارة في إدارة شؤون هذا الشعب العظيم وسط هذه الظروف الاستثنائية. إننا كشعبٍ نؤمن بحكمتكم ونثق بأنكم لن تتنازلوا عن حقوق الشعب السوري عندما يحين الوقت المناسب لتقديم المجرمين للعدالة
إلى القائد الأعلى العام السيد أحمد الشرع: نعلم أن القيادة تتطلب الصبر والحكمة والتخطيط بعيد المدى، ونثق بأنكم تُدركون أهمية محاسبة كل من أجرم بحق هذا الوطن، وأنكم ستعملون بكل قوة لإعادة الحقوق لأصحابها عندما تُتاح الفرصة
إلى أبناء الشعب السوري العظيم:
لقد عانيتم وصبرتم وتحملتم ما لا يطيقه بشر، وخرجتم من المحنة أشد قوة. نؤكد لكم أن الثورة مستمرة، وأن حقوقكم لن تُضيع وأننا نثق في قيادتكم الجديدة بأنها لن تخذل تضحياتكم، وستعمل على محاسبة كل من أجرم بحقكم
أيها السوريون الأحرار، إن سوريا الجديدة لن تكون وطناً للظالمين ولا للمجرمين ولا لمن حاول إعادة إنتاج الظلم بأي شكل كان. إنها سوريا الحرية والكرامة والعدالة، سوريا التي تحترم دماء شهدائها، وتكرم معاناة أحرارها، وتُحاسب كل من أجرم بحق شعبها
اللهم اجعلنا ممن ينصر الحق ويُقيم العدل ويُعيد لسوريا مجدها وعزتها عاشت سوريا حرّة أبيّه والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد