ايران تهدد السعودية بشكل علني
تشكل إيران تهديداً مستمراً على المملكة العربية السعودية، ليس فقط بسبب التنافس الإقليمي بين البلدين، ولكن أيضًا بسبب الأبعاد الطائفية والإيديولوجية العميقة التي تحكم سياسة إيران الخارجية. منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تبنت طهران سياسة تهدف إلى تصدير "الثورة" وتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وغالبًا ما كان ذلك على حساب الدول الإسلامية السنية الكبرى مثل السعودية. هذه السياسة، التي تنطلق من رؤية إيرانية قومية، متشابكة مع عناصر طائفية، تظهر بوضوح الهدف الأعمق لإيران: زعزعة الاستقرار في المنطقة والسيطرة على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.
الأبعاد الطائفية والقومية لتهديد إيران
لطالما استغلت إيران البعد الطائفي في تعزيز نفوذها، حيث تقوم بتقديم نفسها كحامية للشيعة في العالم الإسلامي. هذا التوجه يساعد إيران في نشر نفوذها في دول مثل العراق، لبنان، واليمن، حيث تدعم المليشيات الشيعية التي تعزز طموحاتها الإقليمية. لكن ما يتم تجاهله أحيانًا هو البعد القومي الفارسي الذي يكمن وراء هذه السياسة. إيران ليست مجرد دولة إسلامية شيعية، بل هي وريثة حضارة فارسية قديمة، ويبدو أن هناك طموحات لدى قادتها لتوسيع نفوذهم الإمبراطوري على حساب الدول العربية الإسلامية.
إيران الفارسية تسعى لإعادة إحياء نفوذها التاريخي في المنطقة،
وذلك عبر استخدام الطائفية كغطاء لأجندتها القومية. هذه الأجندة تستهدف بشكل خاص المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأنها زعيمة العالم الإسلامي السني، ولكن لأنها تحتضن الأماكن المقدسة للمسلمين في مكة والمدينة. السيطرة على هذه الأراضي تمثل طموحًا بعيد المدى لإيران، وهو ما يعكس بوضوح أن طهران تستهدف ضرب المسلمين كافة، وليس فقط النظام السعودي.
الكشف عن الأهداف الحقيقية لإيران
ما يتضح من السياسات الإيرانية المتواصلة هو أن الهدف ليس فقط الإضرار بالنظام السياسي السعودي، بل ضرب الإسلام في قلبه، عبر استهداف الأراضي المقدسة. الخطابات الإيرانية الرسمية قد تدعي دعم قضايا مثل فلسطين أو الدفاع عن "المظلومين" في المنطقة، لكن سلوك إيران على الأرض يكشف نية مختلفة تماماً. تدخلاتها في اليمن، دعمها لحزب الله في لبنان، تدخلها في العراق وسوريا، كل هذه الأنشطة تشير إلى طموح إيران لزعزعة استقرار العالم العربي الإسلامي وتحويله لصالح أجندتها الخاصة.
تستخدم إيران أدوات دبلوماسية، عسكرية، وطائفية لتحقيق هذا الهدف. فهي تدعم المليشيات المسلحة وتقوم بتصدير الأسلحة إلى الجماعات التي تتبنى رؤيتها الطائفية والسياسية، بهدف خلق حالات من الانقسام الداخلي والتمرد في الدول المجاورة. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران إلى تقديم نفسها كمنافس على زعامة العالم الإسلامي، وهو ما يتناقض مع موقف السعودية التي تعتبر نفسها الحامية للحرمين الشريفين.
الوعي العالمي بالتهديد الإيراني
في السنوات الأخيرة، بدأ العالم يدرك بشكل أوضح حقيقة الطموحات الإيرانية في المنطقة. كشف التدخلات الإيرانية في سوريا واليمن، إضافة إلى برنامجها النووي المثير للجدل، أدى إلى زيادة الضغط الدولي على طهران. دول العالم تدرك الآن أن الطموحات الإيرانية ليست محصورة في الصراع الطائفي داخل العالم الإسلامي، بل تمتد إلى محاولة فرض نفوذها القومي الفارسي على المنطقة ككل، بما في ذلك الأراضي الإسلامية المقدسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد