المواجهة قادمة لكل دول الشرق الاوسط فلا يعتقد أحد أن الأمر بعيد عنه مما يحدث الآن في فلسطين و لبنان فالاسرائيليين أنهم يتخلصون أولا من الأضعف حتى إذا استقر الأمر بدأوا الإلتفات للأقوى فالمخططات أصبحت جلية، وهم الاسرائيليين يرون أن الوقت قد حان لتنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى، والذى لم يغب عن مخيلتهم منذ إعلان قيام دولة اليهود على أرض فلسطين.
وما يدعم النظرية أن كبريات الدول الأوروبية (الإستعمارية) تدعم بكل قوة تنفيذ هذا المخطط، ويأتى على رأس تلك الدول إنجلترا، فرنسا، ألمانيا (النازية) التي وقفت بشكل صريح مع اسرائيل، ولم ترى أى غضاضة فيما اقترفته عصابات اليهود فى غزة، ثم تأتى إيطاليا (الفاشية)، فهم يرون أن مساندة أبناء الرب هو واجب دينى مقدس، طبقا لما ورد فى الإنجيل( العهد الجديد المحرف)، ومن ثم لا يجب معارضة اليهود لأن ذلك يغضب الرب، ولأن عودة المسيح إلى الأرض تعتمد على وجود دولة اليهود وتكون عاصمتها القدس.
وما يدعم تصوري أن مجرم الحرب نتانياهو يمضى فى تنفيذ مخطط طرد وتهجير الفلسطينيين بالقوة من خلال إفساد سبل الحياة فى القطاع، ومنعهم من الذهاب إلى الضفة، أو طوعا من خلال السماح لمن يرغب فى المغادرة دون عودة، مع تقسيم القطاع إلى شمال وجنوبي ومنع العودة للشمال.
ورغم الكلام الكثير عن قوة الجيوش كايران وتركيا ومصر وإدراك إسرائيل لهذا الواقع، فهى ماضية فى تنفيذ مخططها حسب ما صرح به نتنياهو بأنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط من خلال هذه الحرب، ولأن القيادة المتطرفة الحالية فى إسرائيل مقتنعة تماما بتنفيذ مخططها دون أى اعتبارات لقوة الخصوم أو الرفض الدولي لأن المهم هو دعم الإدارة الأمريكية الصهيونية، وهو ما مكنهم من فعل كل ما قاموا به حتى الآن، فهى ماضية بجنون للصدام.
والآن ومع دخول المواجهة الإيرانية الإسرائيلية مرحلة شبه مفتوحة فى الرد ورد الفعل، ومع قيام إيران أمس بتفجير نووى بقوة ٤،٥ ريختر أحدث زلزال شعر به المحيطون بمنطقة التفجير، فإن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية يظل احتمال قائم، رغم المعارضة الأمريكية، حيث صرح مصدر أمريكى رفض الكشف عن هويته أن إسرائيل للقيام بهذه المهمة بحاجة لبعض المساعدات الفنية التى لا تتوافر إلا لدى الأمريكيين، لذلك فيمكن للولايات المتحدة الإمتناع عن تقديم تلك المساعدات لمنع إسرائيل من القيام بمهاجمة برنامج إيران النووي.
وعلى أرض الواقع فإن كل المعاهدات السابقه أصبحت حبر على ورق بسبب التصرفات الإسرائيلية فمثلا اتفاقية كامب ديفد مع مصر اصبحت على المحك بسبب معبر رفح البري مع مصر، وهذا الجموح الإسرائيلي يوضح أنهم أمام هدف مصممون على تنفيذه من أجل إسرائيل الكبرى والتى سيعقبها عودة السيد المسيح للأرض لقيادة اليهود لحكم العالم حسب اعتقادهم، وعلى رأسهم مجرم الحرب وبن غفير، وسموتيرتش، وفى المقابل قامت مصر بنشر قوات لها على الحدود مع غزة مباشرة، مع انتشار واسع للقوات المصرية فى أرجاء سيناء.
ولأن إسرائيل هى التى بدأت بانتهاك معاهدة كامب ديفيد لنشر القوات فى سيناء ووضعت قواتها على حدود غزة المباشرة مع مصر، فلم تعترض على نشر القوات المصرية بالمثل، ومع ذلك فلم تقم إسرائيل بسحب تلك القوات لتخفيف التوتر مع مصر، بل أمعنت فى إبراز تواجدها ورفعت العلم الإسرائيلي على المعبر، وهو مايدل على رغبة فى المواجهة دون أى اعتبار للعواقب وهى تنشر قواتها فى غزة ( رغم خسائرها الضخمة)، ثم فى لبنان، وفى ذات الوقت تدخل مواجهة مع إيران والحوثيين، حيث تصور نفسها كمن يناضل من أجل البقاء ضد سبع جبهات، رغم أنهم فى الواقع جبهتين فقط هما غزة ولبنان، مع عدم تكافئ المواجهة بالنسبة للقوات والتسليح والمساعدات المتواصلة من الولايات المتحدة والناتو.
والآن هل تذهب المنطقة للصدام الأقوى، أم تتدخل الولايات المتحدة لمنعه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد