علينا ان نفرح بانتصارات حماس
السوريين والعراقيين لا يستطيعون أن يفرحوا بانتصارات إخوتهم في غزة والتي لا يراها انتصارا إلا المُحب الصادق والتي تحققت بفضل الله أولا ثم بفضل قيادة المقاومة الفلسطينية السُنية في الداخل الفلسطيني ومُجاهديها الأشاوس وبفضل الإعداد الطويل المسبق وبفضل دعم أبناء الأمة االشرفاء بالمال والإعلام والضغط السياسي في كُل أصقاع الأرض..
تتحوّل الفرحة إلى غصة أو حرقة في صدور بعض إخوتنا بل وقد تتحوّل الى حَنَق في نفوسهم كُلما تمّ توجيه شُكر لإيران أو اعتبار أحد رموز الإجرام فيها شهيدا بعد أن عاش حياته يقتل السوريين والعراقيين ويُنكّل بهم ويعتبر نفسه بذلك يُمهّد الطريق لتحرير القدس من الصهاينة !!
ايران الشر المطلق
ما لاقيناه كشعوب عربية مسلمة من إيران كان عظيماً جداً، إيران ليست داعمة لنظام الأسد المجرم بل هي شريكته في الإجرام، هي عدو أصيل لنا يفوق عداوتنا لروسيا ولغيرها من الدول التي دعمت نظام الأسد، إيران قتلت ملايين السوريين وهجّرتهم ودمّرتهم وليس هذا مجرد كلام بل هي حقيقة ما حدث..
عدواتنا معها تاريخية، دينية، مجتمعية، وخطرها عظيم لأنها لا تكتفي بتحقيق مصالح اقتصادية أو جيوسياسية في سوريا بل تتغلغل في المجتمع السوري، وتجنّس الإيرانيين، وتنشر التشيع ، وخطر ذلك كبير مديد.
جرائم ايران ضد اهل السنه
هذا ما فعلته ايران في العراق سابقا والذي تحوّل (حرفيا) الى ولاية إيرانية .. بعد أن قتلت أيضا ملايين العراقيين على الهوية السُنية باسم ثارات الحسين وحماية المراقد الشيعية وتطهير الكوكب مما يُسمى داعش.. بل و كُل من لا يؤيد سكاكين تلك المليشيات الدموية التي قادها الحشد الشيعي او المُسمى الشعبي صاروا يُطلقون عليه تسمية داعش ويتهمونه بالارهاب والتطرف وبأنه يحمل فكرا تكفيريا وهابيا ولو كان بالحقيقة لا يفعل شيئا الا الإشارة الى سكاكينهم التي تقطر من دماء أهل السنة وعماماتهم التي تُحرّض على قتل أبناء السُنّة ..
لاشك أن الأحرار في سورية بعمومهم يحبون حماس في دواخلهم، لكن التصريحات التي تخرج بين الحين والآخر من قادتها ومن أبناء شهدائها القدامى، كتسمية المجرم قاسم سليماني بشهيد القدس، جعلت السوريين لا يستطيعون أن يستوعبوا كيف تكون حماس قوة سنّية مجاهدة من هذه الأمة وهي في نفس الوقت تثني على إحدى أشد الدول المعادية لها.
فقه المصلحه ماتنتهجه حماس بعلاقتها مع ايران
كل قوة تحرر لا يمكن أن توجد وتستمر في عملها بدون وجود حليف إقليمي يدعمها ويساندها، والحليف الإقليمي لحماس هو إيران، ولطالما قال قادتها لو أننا وجدنا دعماً لنا من محيطنا العربي والإسلامي لما ذهبنا إلى غيره، لكن للأسف جميع الدول خذلت حماس حتى اضطرتها إلى التحالف مع إيران.
تحالف حماس مع إيران تحالف سياسي عسكري في ملفٍ واحدٍ محددٍ وواضح، وليس تحالفاً عميقاً في كل الأمور، فحماس لم تقدم أي خدمةٍ لإيران (سياسية أو عسكرية) في مشروعها التوسعي في الدول العربية.
أن الاتفاق بين حماس وإيران له خطوط عريضة هي:
تلتزم إيران بتقديم الدعم لحماس على صعيد السياسة والمال والسلاح والتقنية، مقابل أن تعتبر حماس إيران في المواقف الرسمية داعماً لها ويتجلى ذلك بشكرها والثناء عليها وأمور من هذا القبيل.
ومن الواضح لنا أن الأمر لا يتعدى ذلك.
القرار في حماس قرار مستقل لا يتبع لإيران لا في السلم ولا في الحرب، صرح قادة حماس بذلك وهذا ما يظهر للمتابع.
تحالف حماس مع إيران عمره عقود، ومع ذلك لا يوجد حتى اليوم حوزة شيعية أو حسينية واحدة في غزة، بل لا يوجد شيعي واحد في غزة.
وهذا يعني أن الاتفاق لا يسمح لإيران بنشر التشيع في غزة نهائياً، كما هو الحال في عدة بلدان عربية تتوسع فيها إيران كسورية ولبنان والعراق واليمن.
اضاءات على علاقة حماس بايران
لا توجد أية شخصية من قيادة حماس تقيم على الأراضي الإيرانية، ولا يوجد لديها أية مؤسسات هناك، على عكس ما عليه الحال في تركيا وقطر ولبنان وغيرها من الدول، وهذا مؤشر على أن العلاقة بين الطرفين لها محددات لا تتجاوزها.
حماس لا ترسل أية بعثات تعليمية لطلابها إلى إيران ليدرسوا هناك، كما تفعل مع تركيا وماليزيا وإندونيسيا مثلاً، أي أن الاتفاق السياسي العسكري المحدد بهذا الملف لا ينتج عنه أي تبادل ثقافي.
يعلم أهل غزة جيداً أن نشر التشيع محظور تماماً كسائر الأفكار المنحرفة، بل يعتبر من أشدها، ويعاقب من يفعل ذلك.
المجتمع الغزي على الرغم من عقود من تحالف حماس مع إيران يعلم خبثها وخطرها، ويعلم انحراف الشيعة وهذا يدرس في معاهدهم ومساجدهم.
علاقة حماس بايران خاصه
عدد من قيادات حركة حماس على درجات قيادية مختلفة، لم يسمع منهم يوماً في مجلس خاص أو عام أي ثناء على إيران أو دفاع عنها، بل هذا مقتصر على المواقف الرسمية والمُعلنة بموجب الاتفاق.
ترى حماس أن التعامل مع إيران من باب الاضطرار، فكما يجوز للمشفق من الموت أن يأكل لحم الميتة، فهي ترى أن قطع علاقتها مع إيران - في هذه المرحلة على الأقل - هو تهديد وجودي لها.
بعض التصريحات التي تخرج من قادة حماس تتجاوز حد الاضطرار، بل تخرج من أكل لحم الميتة إلى إقامة حفل شواء عليه، لكننا لا نستطيع أن نجزم بذلك، فقد يكون هذا الحد من التصريحات هو المطلوب تماماً، كما قد يكون ذلك خطأً من بعض القيادات، لا يستطيع أن يحكم بذلك إلا المطلع على أسرار التواصل.
جميع الأحرار العقلاء في أمتنا لو خيرتهم بين:
أن تشكر حماس إيران في بعض تصريحاتها، أو أن يقفل عليها الطوق تماماً وتمنع عنها المساعدات الإيرانية من أسلحة ومواد تصنيع، لتسقط غزة بعد ذلك بيد إسرائيل وتستباح كلها وتكسر أكبر شوكة للفلسطينيين في تاريخ جهادهم، لاختاروا الخيار الأول.
ولا أعتقد أن عاقلاً يظن أن حماس تشكر إيران حباً فيها أو قناعة بها.
ببساطة شديدة، حماس تعلم جيداً أكثر ممن ينتقدها أن ما تفعله خطأ كبير، وضرر شديد لكنه أهون من الضرر الأكبر.
حماس كانت مع الثورة السورية منذ بدايتها ولولا صدقها وصدق قادتها لما فعلت ذلك، فلم يكن لديها أية مصلحة استراتيحية سياسية أو عسكرية في هذا الموقف، بل نعلم جميعاً أن حماس تصرح دائماً أنها لا تتدخل في شؤون الدول العربية، ومع ذلك انحازت إلى الثورة، ودفعت نتيجة موقفها هذا الكثير، ولولا أنها خرجت خارج سورية في توقيت مناسب لربما دفعت أكثر بكثير، فنظام الأسد المجرم كان من الداعمين الحقيقيين لحماس، لكنها تخلت عنه وخسرت دعمه وكسبت عداوته في سبيل انحيازها إلى الشعب السوري وثورته.
إخوانكم المجاهدون في حركة حماس ليسوا في حالة رفاهية،
يتخيرون بها حلفاءهم، بل هم في ضيق شديد وحصار خانق وعدو يمثل مصالح القوى العظمى في العالم ودول عربية خائنة، وهم رغم كل ذلك يبنون تنظيمهم ويخوضون معارك الأمة ويحققون الانتصارات.
فافرحوا لانتصاراتهم، وادعوا لهم بالثبات والتمكين والقوة حتى يتخلوا عن عدو الأمة، وشاركوهم معاركهم، ولو آلمتكم بعض تصريحات قادتهم.
ولا تتوقفوا عن الإشارة الى جرائم إيران ومليشياتها الدموية ولا علاقة لكم بمدح المُضطرّ الذي تعرفون أصل حكاية مدحه وفصلها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد