ماهي مرتكزات الاستراتيجية الايرانية وملامح افكار ولاية الفقيه والخميني وخطتها الخمسينية ..
مهمةمؤسسات ايران على مختلف مسمياتها هي تصدير الفكرة والثورة والصورة.. ودور السياسة الخارجية، ذلك ان البعض يعتقد ان هذه المهمة موكولة للحرس الثوري فقط، وهذا ليس قريب من الواقع، فهناك دور لوزارة الخارجية تبدأ من رسم ملامح السياسة الخارجية من قبل المرشد وفريقه،
أولا : المرشد حجر الزاوية:
والمرشد من يضع مع مستشاريه الخطط والخطوط للسياسة الخارجية ومن يختار الوزير ومساعديه،يتم استنساخ نسخ من الخطوط العريضة وتوزيعها والعمل بها في كل بلد، تتواجد فيها ذراع لايران او تنسيق، تبعا لما سبق يتم استنساخ مرشد صغير في كل دولة على حدة، ويلعب مرشد النظام الإيراني دور البابا وممارسة الوصاية على الجميع والهيمنة على كل النسخ التي تم تصديرها، باعتباره ظل الله في الأرض ويد الخميني الممتدة وبصيرة المهدي المنتظر، تم استنساخ مرشد لكل دولة نموذج الهالك حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي وغيرهما ودورهما نيابة المرشد الأعلى للثورة الخمينية في بلديهما، والقيام بنفس الدور وهو الحكم من وراء حجاب باسم الدين والولي الفقيه، وصناعة رئسين لكل بلد رئيس سلطة تنفيذية ومرشد عام يتبع المرشد الاعلى ويتبنى نفس الخطاب الذي يتبناه وهو خطاب في مجمله دوغمائي يستخدم أدوات دعائية من أجل تحقيق أهداف محددة، هي في المحصلة النهائية اهداف تحقق مصالح إيرانية جيوسياسية، وهي بصورة مبسطة في الحد الادنى منها الحلم في تغيير معادلات النفوذ والسلطة في المنطقة العربية والإفريقية. ولا سيما اليمن والقرن الإفريقي، والخليج العربي وذلك عبر المال والسلاح والمذهب، كي تستعيد إيران مجد فارس المفقود.
لقد نجح نظام الخميني في صناعة وإنتاج تشيع جديد لا علاقة له بالشيعة، الذين ليسوا خصوم لنا، بل ضحايا مثلنا لهذه الفكرة .
تم تصدير الثورة عبر جماعات وظيفية واذرع في دول عربية عديدة وكذلك دول إفريقية، فتم تجنيد الحرس الثوري والخارجية والحوزات لهذه المهام مسنودة بالمال الوفير من بيع النفط وخمس الحوزة، وبالسلاح والخبرات، حتى وزارة الخارجية أصبحت (تمزج المذهبي بالسياسي) وطوع الحرس الثوري وفيلق القدس، فالبعد الديني المذهبي في السياسة الخارجية الإيرانية حاضر ومقرر ويشكل الدائرة السياسية الأوسع في لعبة السياسة الخارجية لإيران واستغلال الاوراق ذات الطابع الطائفي أو المذهبي لتحقيق انجاز للنظام الإيراني في معاركه العبثية ودوائر صراعه المتعددة. هذه السياسة الخارجية تهدف إلى تحقيق نتائج سريعة وتوسع ملموس عبر تصدير المشروع خارج بيئته الأولى واستنساخه وتسليحه ان أمكن واستثماره بطرق مختلفة.
في إفريقيا مثلا تم الاستعانة بالمنظمات الدعوية والخيرية من قبل صانعي السياسة الخارجية الإيرانية في مهام مختلفة مثل منظمة الخميني الخيرية، والرابطة العالمية لأهل البيت، ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الإيرانية، والمؤسسة الإسلامية، ومؤسسة المجمع العالمي لأهل البيت، والجمعية الإسلامية الاجتماعية، ومنظمة التبليغ الإسلامية وغيرها وكانت هذه المنظمات تنشر النسخة الخمينية للتشيع وكانت الخارجية تستثمر هذا المنتج الجديد بطريقتها. ومنذ سنوات اشارت مصادر إلى ان عشرين مليونا تم جذبهم إلى التشيع في إفريقيا بطرق مختلفة، وهذا الامر يعتبر اختراقا بالغ الخطورة في القارة السمراء.
تم استزراع جماعة الحوثي.. واصبحت مصد هام لولي الفقيه وخلال عشر سنوات من الحرب توسع العدد الموالي لإيران في اليمن رأسيا وافقيا، واصبحت هذه النسخة الخمينية من التشيع اليمني والتي تحمل مسمى الحوثية قطيعا كبيرا لا يستهان به يقدره البعض بالمليون، والبعض بأقل من ذلك لكن واقع الامر انه اصبح واقعا ولغما مغمورا في ارض جديدة.ولا شك ان هذه النسخة الحوثية هي القاعدة الاهم لإيران في المنطقة والتي تطمح إيران ان تتصل بباقي دول القرن الإفريقي والبحر الاحمر ومع اضعاف حزب الله ومقتل حسن نصر الله تصبح أهمية الحوثية لايران كبيرة واكبر منذ قبل لاسباب كثيرة ليس مكانها هنا للاسهاب فيها.
إن الحسابات المتداخلة لدمج المذهبي في السياسي في مفردات سياسة إيران الخارجية شوهت السياسة والمذهب معا، وحولت إيران لخطر على الامن العربي وشعوب المنطقة والعالم وفصلت بعض الشيعة عن اوطانهم نفسيا وزرعت حقولا من الالغام في كل دولة بها اقلية شيعية، ولم يكن هذا الامر واردا قبل ظهور الدولة الخمينية حيث كان التسامح والتعايش والشعور بالوطن هو السائد المعهود، حتى تم استثمار بعض مظالمهم على طاولة النظام الإيراني كورقة ضغط على الدول العربية في لعبة المساومات الدولية والإقليمية التي تلعبها إيران إنها حسابات ممتدة ومعقدة تعمل على إبقاء جذوة التوترات في العالم العربي وعمقه ومحيطه الجغرافي القريب مشتعلين.
لقد حقق النظام الإيراني أهدافاً له في عشر دول عربية وإفريقية على اقل تقدير منها اليمن، وله محاولات في باكستان وافغانستان واذربيجان وغيرها، واخفق في تحقيق هدف مباشر له في الكويت والسعودية والبحرين لكنه سيظل يحاول بطرق مختلفة، ولن يتوقف حتى يرى المزيد من حالات الفوضى المتتابعة وسيبذل ما يمكنه من مال وسلاح وافكار، كي يسهل تغيير الانظمة بفروع إيرانية خالصة نموذج حزب الله والحوثي أو انها توالي النظام الإيراني على اقل تقدير كما في النموذج العراقي والسوري.
ما العمل لمواجهة هذا الزحف المذهبي والعسكري الخميني المتلبس بالمذهب والايديولوجيا؟
إن المنطق السياسي يقتضي المواجهة عن طريق تعزيز العلاقات العربية أولا، وخلق توازنات جديدة في مواجهة التمدد الإيراني في ظل استهداف إيران المصالح العربية الاستراتيجية، وتنشيط وتوسيع التحالف العسكري العربي، قبل ان تصبح دولة الخميني واقعا ممتدا متجذرا يصعب تفكيكه في الدول العربية وإفريقيا، وقبل ان يتم تغيير الهوية والجغرافيا معا لصالح دولة الولي الفقيه، وحينها سيكون الوقت متأخرا جدا في أي مواجهة أو تصدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد