مقتطفات عن مدينة الباب عبر التاريخ
تعتبر مدينة الباب بوابة الشمال السوري والمدخل الى بلاد الشام ،وتسمى تيماء الشمال تمييزا لها عن تيماء الجنوب نهاية بلاد الشام ،والتي تقع في المملكة العربية السعودية حاليا .
والباب هي فرخ حلب ،فيها تل بطنان وهو بقدم معبد كلاسو والتلة السوداء في حلب ،ويعود الى العهد الحثي والآرامي .
كما ان فيها اقنية ماء متقطعة ،تعتبر آبارا وقت الجفاف ،ويمر بالقرب منها سيل عرمرم يسمى نهر الذهب ،ويكون في اوجه في الربيع ،يقطع طريق القوافل ولايمكن عبوره بأي شكل من الاشكال ،فهو أهوج كطوفان قويق ،يجرف كل شيئ في طريقه حتى الصخور ،ثم ينقطع بداية الصيف وكأنه شيئا لم يكن .
لقد ادى انقطاع الطريق بسبب هذا السيل الى نشوء تجارة مهمة في الباب اثناء انتظار القوافل ،كما تطورت مهنة القصابة والشوي لخدمة هذه القوافل والاستفادة منها ،وكذلك تطورت الحدادة لصنع حدوات جديدة للبغال ،حيث تستغل القوافل هذه الاستراحة لتجديد نضوات بغالها ،ويسمى طريق مسكنة حلب بطريق البغال ،لكثرة مرور قوافل البغال فيه .
والرجل البابي ناجح بكل المقاييس ورجل اعمال حتى لو كان يملك بسطة خضرة ،فهو يعرف من أين تؤكل الكتف ،وزوج من الطراز الأول حريص على نسائه بشكل كبير ،فهو يؤمن كل شيئ للبيت ،وتعتبر المرأة البابية سيدة في بيتها وكلمتها لاتصير اثنتين ،فالرجل حريص أن يكون اهل بيته في حالة كفاية تامة ،يعتني بالتفاصيل ،كالمونة والهدايا والمناسبات .
المطبخ البابي من اكثر المطابخ تطورا في سوريا ،ويماثل حلب ويتفوق عليه بالكبة بسماقية ،ويلفظها البابي كبة بسماعية ،حيث يستبدل القاف بعين مدغمة .
التاجر البابي صادق في التعامل ومغامر فيما يتعلق برأس المال فتراه يكبر مشروعه باستمرا ولايخشى الفقر ،يكره الغش ويعتبره مفتاح الفشل ،ويسيطر تجار الباب على تجارة المواد الغذائية واللحوم والأجبان والألبان نظرا لتحليهم بهذه الصفات ،وهم حريصون ان يعود اليهم الزبون مرة ثانية وثالثة .
وقرب الباب جبل يقال له جبل الشيخ عقيل ،وتروي الحكايات الشعبية أن الشيخ عقيل طار منه باتجاه منبج ،وهذه الرواية موروثة من الطريقة الغنوصية المنقرضة ،حيث تروي ذات الحكاية عن أحد القديسين .
والباب هي مفتاح المدينة المقدسة منبج ( مابوج) في العهد الوثني قبل الإبراهيمية حيث كانت منبج هي محج الوثنيين في العهود القديمة ،يحج الناس الى الآلهة اثينا وافروديت وعشتار ،وعليهم التوقف في الباب والقيام ببعض الطقوس قبل دخول منبج .
الكثير من عائلات حلب ذات اصول بابية ،كالطرابيشي والشهابي ونعمة وصباغ ودرويش وسكر وعبد الواحد ونعساني،وتتميز هذه العائلات بثقافة افرادها واهتمامهم بالعلم والحفاظ على التقاليد ،ولانعلم إن كانت هذه العائلات بابية اصلها من حلب ام العكس ،لأن التداخل العائلي بين حلب والباب كبير جدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد