الفقر قدر؟
الفقر ليس قدرا محتوما لا مفر منه، بل هو نتيجة اللامساواة والظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي؛ فالفقراء هم الذين ينتجون الثروة بعرقهم ولا ينالون منها سوى الفتات !
لو كانت هناك عدالة اجتماعية حقيقية وكان هناك توزيع عادل للثروة والأجور، لتقلصت الفوارق الاجتماعية بين أقلية يملكون كل شيء ويعيشون في رخاء وثراء فاحش، وأغلبية لا يملكون أي شيء ويعيشون في حرمان وفقر مدقع !
تتذرع الحكومات بالعجز والفقر وتفضح تبريرها سيارات أبناء مسؤليها الفارهة هم واذنابهم من الطبقة المخملية وووووو..!!
يوجد اموال هائلة للفاسدين والفساد ....ولكن لايوجد اموال للمرضى والفقراء اللذين ياكلون من حاويات القمامه
الفقر مو عيب
مقوله اخترعها مسؤولي وأغنياء العالم الثالث لنهب ثروات الشعوب
والطامه الكبرى أن هذه الشعوب قد صدقت هذه الكذبه ورضخت لها
الفقر أكيد مو عيب
الفقر أكبر جريمه ترتكب بحق الشعوب
الفقر وصمة عار في جبين كل إنسان يساهم في تجويع أخيه الإنسان وكما قال الإمام علي بن أبي طالب لو كان الفقر رجلا لقتلته
" وكانت أمي تقول لي : إن الفقر ليس خطيئة "
هكذا قال دوستو في رواية 《مذلون مهانون》 ويبدو أن السيدة 《ماريا 》والدة دوستويفسكي لم يكن لديها علم بحجم المعاناة التي كان يعانيها ولدها دوستويفسكي في مدرسة الهندسة الحربية عندما لم يكن يملك ثمن الشاي !!
ولكن هل صحيح أن الفقر ليس خطيئة ؟
طيب اذا كان كذلك لماذا قال عنه دوستويفسكي في مذكرات القبو : 《 أنني لأستحي من فقري، أكثر مما أستحي من شيء اَخر .. أكثر مما استحي من السرقة !! 》مع أنه يعرف بأن السرقة عمل قبيح لا يرضاه العقل ولا الضمير !
خالف دوستويفسكي كثيرا من الكتاب والفلاسفة العالميين بأن جعل الفقر سببا جوهريا للتعاسة، وجعله سببا في جعل الحياة جحيما لا يطاق، حتى أنه اطلق أسم 《الفقراء》 على أول أعماله الأدبية. وكأنه جاء ليقول أنا لسانكم أيها الفقراء أنا صوتكم أيها المهانون البائسون .
في رواية 《الجريمةوالعقاب 》الطالب راسكولينكوف يرتكب جريمة بدافع المال !
والفتاة الطيبة صونيا تتحول لمومس لتعيل أسرتها !
والرجل لوجين يفضل أن يتزوج فتاة فقيرة، لتبقى مدينة له طول حياتها على أنه هو الذي انتشلها من الفقر ! وراسكولينكوف عندما دخل لأول مرة على الفتاة صونيا كان الفقر الذي تعانيه صونيا هو من خطف بصره، وليس جمالها وعذوبتها !
وفي قصة 《نيتوتشكا》 من تقول : كان الشاي لا يشرب في بيتنا الا نادراً، فقد كانت أمي لاتسمح لنفسها بهذا الترف، ونحن فيما نحن فيه من فقر ! و في رواية 《الأبله 》هنالك من اوصله الفقر ليس الى العجر فقط، بل الى التفكير بالأنتقام لكن ممن ينتقم لا يعرف ! و في رواية 《المرهق 》هنالك من تنتحر بعد أن ألجاها الفقر للأستدانة ممن تكره ! وفي رواية 《الفقراء 》هنالك فرفارا التي كانت مثال للفتاة الفقيرة وهنالك ايضاً السيد ماكار الذي كانوا يسخرون من حذائه الممزق و تطول قائمة الفقراء في روائع فيودور .
ولكن بالمقابل ماذا نرى في الطرف الأخر ؟
احمق يصبح بالمال عملاقاً ! وشخص تافه يستمع الناس إلى حديثه ويتقبلونه لأنه يمتلك مالاً كثيرا ! و والعجوز 《 أنا فيدوروفنا 》 التي كانت تعامل فرفارا وأمها بحتقار ! فقط لأنهم فقراء وهي من أوتهم في منزلها ! وتطول القائمة ايضا وأنت تقول أن الفقر ليس خطيئة سيد دوستويفسكي !
أذا كيف تكون الخطيئة اذا لم تكن هكذا ؟
سيد دوستويفسكي اسمح لي أن اختلف معك، وأنا الذي طالما عشقت كتاباتك، 《 الفقر خطيئة》 أيها السيد الفقير المشرد, نعم الفقر خطيئة، لكنه ليس خطيئة الفقراء في أنهم اصبحوا فقراء، بل هو 《خطيئة حكام الجور، وملوك السرقة، وتجار الدماء، والطبقات السياسية الحاكمة》 ففي ما نحن فيه من وجود ثروات هائلة ومصادر اقتصادية متنوعة، من العار والخطيئة أن نشاهد فقير معدم بائس لا يجد ما يسد به رمقه، الفقر خطيئة نتحملها نحن جميعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد