روسيا وتركيا يتباحثان بشأن رغبة الأخيرة فى القيام بعملية ضد الأكراد فى شمال سوريا.
أصبح الشأن السورى مباحا ومجالا للتفاوض من دون السوريين، وضع يدعو للأسف، وأصبحت سوريا بين شقي رحى، فالمعارضه لم تعد تستطيع مخالفة روسيا التى أنقذت النظام من السقوط والتى أصبح الأمر والنهى بيدها فى شؤن سوريا، وهي مسيطرة على القرار سواء عند النظام او عند المعارضه عن طريق تركيا اللتي باتت تعمل لاجل مصالحها فقط دون النظر لمصالح السوريين وبين اما إيران فقد تراجع دورها في سوريا بالرغم من مساعدتها لروسيا فى حربها فى أوكرانيا وعلى مايبدو تراجع الدور الايراني كان باتفاق بين الاطراف وثمن ازاحة ايران هو اعادة الاسد وتمكينه من السيطرة على سوريا بتوافق تركي روسي عربي
منذ عام 2016 نفذت القوات التركية عمليات عدة في الشمال السوري، وهي عملية درع الفرات في أغسطس/آب 2016، والتي انتهت بالسيطرة على مدينتي إعزاز وجرابلس بريف حلب وطرد تنظيم الدولة "داعش" من تلك المناطق، ثم عملية "غصن الزيتون" في يناير/كانون الثاني 2018، والتي نجحت فيها القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الوطني "المعارض" في السيطرة على مركز مدينة عفرين وطرد تنظيم حزب العمال منها، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 أطلقت تركيا عملية "نبع السلام" لإبعاد وحدات الحماية الكردية عن الحدود التركية السورية وإنشاء منطقة آمنة بعمق نحو 30 كلم.
ورغم النجاحات التي حققتها تلك العمليات فإن نتائجها لم ترضِ تركيا بشكل كامل، نظرا لعدم تنفيذ كل من روسيا والولايات المتحدة التعهدات التي قطعتها كل دولة على نفسها من أجل إيقاف تلك العمليات حينها، فالتنظيم ظل قريبا من منطقة الحدود، ولم ينسحب من مدينة منبج بريف حلب إلى مناطق شرق الفرات.
سوريا للجامعه العربية بوساطه سعوديه
بقوة دفع سعودية عادت سوريا للجامعة العربية، ولكن كل أسباب تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية لازالت قائمة، الحرب مع المعارضة لم تنته، وهناك ملايين النازحين لم يعودوا لبلادهم، والسبب الرئيسى كان قمع احتجاجات المدنيين، واللافت للنظر أن السعودية التى تقف وراء عودة سوريا للجامعة العربية كانت تقف فى وجه الأسد عند بداية النزاع بل كانت تساعد قوات المعارضة.
والآن ما فائدة عودة سوريا للجامعة العربية!! لا شئ يمكن أن تقدمه سوريا لمحيطها العربى، بل هى فى إنتظار مد يد العون لها. إلا أن هناك بعض الدول التى تعارض عودة سوريا للجامعة العربية ومنها قطر والكويت.
ومنذ بداية النزاع فى سوريا فى مارس ٢٠١١ لقى قرابة مليون سوري مصرعه، كما نزح أكثر من نصف سكان البلاد.
عودة سوريا هى إحدى نتائج إتفاق السعودية وإيران التى تساند الأسد فى نزاعه ضد المعارضة، وقد صرح المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية بأن وزير الخارجية الإيرانى سيتوجه إلى موسكو لمناقشة عودة سوريا وحل الخلافات العربية التركية!! لقد أصبح الشأن العربى محل بحث ونقاش من غير العرب! وعلى ذلك فمن غير المعقول أن تكون مسألة عودة سوريا للجامعة العربية عربية خالصة
الأسباب الحقيقية لتحول الموقف السعودى إلى النقيض غير واضحة حتى الآن، وعلى الأرجح أنها ضمن موائمات إقليمية ودولية تتخطى مصالح الشعب السورى.
هناك من يرى أن عودة سوريا هو إنتصار سياسى للأسد، هذا لو كانت القيادة السورية تملك مقاليد أمور البلاد بيدها، لكن العكس هو الصحيح، فالموقف الحالى لقوات الأسد يرجع فيه الفضل لروسيا وإيران، وبصفة عامة فإن توجهات القيادة السورية حاليا تتم بمشاورات مع الحليفين المقربين، وما يؤكد ذلك ردود أفعال الأسد تجاه الغارات الإسرائيلية على بلاده، وعدم قيامه باتخاذ أى إجراءات لمنع تلك الإعتداءات، وستظهر مستقبلا آثار التدخلات الروسية والإيرانية على السياسة الخارجية السورية.
خلاصة القول أن مسألة عودة سوريا للجامعة العربية تغلفها شبهة المصالح والتفاهمات، إضافة إلى سعى السعودية الدؤب مؤخرا للقيام بأدوار تتجاوز منطقتها. ولو على حساب المبادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد